إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ (١) الدِّينِ ، وَنِظَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَصَلَاحُ الدُّنْيَا ، وَعِزُّ الْمُؤْمِنِينَ (٢) ؛ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ (٣) الْإِسْلَامِ النَّامِي ، وَفَرْعُهُ (٤) السَّامِي (٥) ؛ بِالْإِمَامِ (٦) تَمَامُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ (٧) ، وَتَوْفِيرُ الْفَيْءِ (٨) وَالصَّدَقَاتِ ، وَإِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَالْأَحْكَامِ ، وَمَنْعُ الثُّغُورِ (٩) وَالْأَطْرَافِ.
الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللهِ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَ اللهِ ، وَيُقِيمُ حُدُودَ اللهِ ، وَيَذُبُّ (١٠) عَنْ دِينِ اللهِ ، وَيَدْعُو إِلى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ.
الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، الْمُجَلِّلَةِ (١١) بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ (١٢) ، وَهِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ
__________________
(١) « الزمام » من الزَمّ بمعنى الشدّ ، وهو الحبل الذي يجعل في البُرَة والخشبة ، أو الخيط الذي يشدّ في البُرَة أو فيالخِشاش ، ثمّ يشدّ في طرفه المِقْوَد ، وقد يسمّى المِقْوَد زماماً. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٤٤ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٧٢ ( زمم ).
(٢) في « ف » : « زمام للدين ، ونظام للمسلمين ، وصلاح للدنيا ، وعزّ للمؤمنين ».
(٣) « الاسّ » : أصل البناء ، وكذلك الأساس ، والأسس مقصور منه. وجمع الاسّ : إساس. وجمع الأساس : اسُس. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٣ ( أسس ).
(٤) فرع كلّ شيء أعلاه. ويقال : هو فَرع قومه : للشريف منهم. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ ( فرع ).
(٥) « السامي » : العالي المرتفع ، من سما الشيءُ يَسْمُوا سُمُوّاً ، أي ارتفع وعلا. انظر : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٧ ( سمو ).
(٦) في حاشية « بح » : « بالإمامة ».
(٧) في حاشية « ج » : « والصيام والجهاد » بدل « والجهاد والصيام ».
(٨) أصل الفيء : الرجوع. يقال : فاءَ يفيء فِئَةً وفُيُوءاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع إليهم. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨ ( فيأ ).
(٩) « الثُغور » : جمع الثَغْر ، وهو ما يلي دارالحرب ، وموضع المخافة في فروج البلدان ، والموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٢ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٣ ( ثغر ).
(١٠) في شرح المازندراني : « الذبّ : الدفع والمنع. حذف مفعوله ؛ للدلالة على التعميم ، أي يدفع عن دين الله كلّ مالايليق به من الزيادة والنقصان ». وانظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).
(١١) « المُجَلِّلة » : المُغَطِّيَة. يقال : جلّل المطر الأرضَ ، أي عمّها وطبّقَها فلم يَدَع شيئاً إلاّغطّى عليه. ومنه يقال : جلَّلتُ الشيء ، إذا غطّيتَه. انظر : المصباح المنير ، ص ١٠٦ ( جلل ).
(١٢) في « بر » : « العالم ».