عنكم مختلفة ، فقال : ما جاء عنّا فقس على كتاب الله عزوجل وأحاديثنا ، فإن كان يشبههما ، فهو منّا ، وإن لم يكن يشبههما ، فليس منّا ، قلت : يجيئنا الرّجلان وكلاهما ثقة ، بحديثين مختلفين ، ولا نعلم أيّهما الحقّ ، قال : فإذا لم تعلم فموسّع عليك بأيّهما أخذت». (١)
دلالة هذه الرّواية على التّخيير ممّا لا اشكال فيه ، إلّا أنّها مرسلة ، وفي انجبارها بعمل الأصحاب تأمّل.
وكرواية حارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا سمعت من أصحابك الحديث وكلّهم ثقة ، فموسّع عليك حتّى ترى القائم عليهالسلام فتردّ إليه». (٢)
والظّاهر أنّ هذه الرّواية لا نظر لها إلى حكم التّخيير والتّوسعة عند تعارض الأدلّة ، بل هي ناظرة إلى حجّيّة خبر الثّقة ، كما لا يخفى على من تأمّل فيها.
وكرواية علي بن مهزيار ، قال : «قرأت في كتاب لعبد الله بن محمّد إلى أبي الحسن عليهالسلام ، اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبد الله عليهالسلام في ركعتي الفجر في السّفر ، فروى بعضهم : صلّها في المحمل ، وروى بعضهم : لا تصلها إلّا على الأرض ، فوقّع عليهالسلام موسّع عليك بأيّة عملت». (٣)
وفيه : أنّ الظّاهر سؤال السّائل عن حكم الواقعة لا عن تعارض الأدلّة ، سيّما مع ملاحظة ما في «الحدائق النّاظرة» (٤) من زيادة جملة : «فأعلمني كيف تصنع أنت
__________________
(١) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤٠ ، ص ٨٧.
(٢) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤١ ، ص ٨٧ و ٨٨.
(٣) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤٤ ، ص ٨٨.
(٤) راجع ، الرّسائل : ج ٢ ، ص ٤٥ و ٤٦.