أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، لا إله إلّا الله .
ثمّ دعاني حين قضيتُ التأذين فأعطاني صرّة فيها شيء من فضّة ، ثمّ وضع يده على ناصية أبي محذورة ثمّ قال رسول الله : « باركَ الله فيك وبارك عليك » ، فقلت : يا رسول الله ، مرني بالتأذين بمكّة ، فقال : قد أمرتك به ... (١) .
نعم ، إنّ اليهود والنصارى ومشركي العرب كانوا من الذين يستهزئون بالرسول والرسالة ، وإنّ أبا محذورة كان من أولئك المستهزئين برسول الله ومن المؤلفة قلوبهم الذين احتضنهم رسول الله ، وقد عرف عن رسول الله أنّه قسّم غنائم حنين على أعدائه ومحاربيه وكان حصّة أبا محذورة من تلك الغنائم صرّة فضّة ، وأنّ هذه الأخلاق السامية لرسول الله شملت كلّ من اعتصم بالشهادتين من مؤمن أو منافق من الطلقاء وغيرهم .
وهذا الرجل هو الذي نُسبت إليه أخبار التثويب والترجيع في الأذان . وأنّه كان أحدَ الثلاثة الذين أخبرهم النبيّ بأنّ آخرهم موتاً هو في النار (٢) . وهو الذي قال فيه الكاشاني في « بدائع الصنائع » :
بأنّه كان حديث العهد بالإسلام ، فلمّا بلغ إلى الشهادتين خفض بهما صوته !! مخافة الكفّار ، وقال ثالث بأنّه كان جهوريّ الصوت وكان في الجاهلية يجهر بسبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا بلغ الشهادتين استحيى فخفض بهما صوته ، فدعاه رسول الله
______________________
(١) مسند أحمد ٣ : ٢٠٩ / ح ١٥٤١٧ ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢ : ٨٥ ـ سورة المائدة : الآية ٥٨ .
(٢) تهذيب الكمال ٣٤ : ٢٥٧ .