وسأل رجلٌ الصادقَ عن مسألةٍ فأجابه فيها ، فقال الرجل : أرأيت إن كان كذا وكذا ، ما يكون القول فيها ؟
فقال له : مَه ! ما أجبتك فيه شيء فهو عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لسنا مِن (أرأيت) في شيء (١) .
وعن سعيد الأعرج قال : قلت لأبي عبد الله (الصادق) عليهالسلام : إنّ مَن عندنا ممّن يتفقّه يقولون : يَرِدُ علينا ما لا نعرفه في كتاب الله ولا في السنّة ، نقول فيها برأينا ؟
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : كذبوا ! ليس شيء إلّا قد جاء في الكتاب وجاءت فيه السنّة (٢) .
وفي خبر آخر عن الباقر عليهالسلام : إنّ الله علّم نبيّه التنزيل والتأويل ، فعلّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام ، وعلّمنا والله ... (٣) .
وروى ابن حزم الظاهريُّ (ت ٤٥٦ هـ) بسنده عن ابن شبرمة أنّ جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين الصادق عليهمالسلام قال لأبي حنيفة : « اتقِ الله ولا تَقس ؛ فإنّا نقف غداً نحن ومَن خالَفَنا بين يدي الله ، فنقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال الله تبارك وتعالى ... ، وتقول أنت وأصحابك : سمعنا ورأينا ! فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء » (٤) .
______________________
(١) الكافي ١ : ٥٨ ـ باب البدع والرأي والمقاييس / ح ٢١ .
(٢) بصائر الدرجات : ٣٢١ ـ ٣٢٢ ، الباب ١٥ / ح ٢ ، الاختصاص للمفيد : ٢٨١ ، أوائل المقالات للمفيد : ٢٣٠ ، مستدرك وسائل الشيعة ١٧ : ٢٥٨ / ح ٢١٢٧٩ .
(٣) الكافي ٧ : ٤٤٢ ـ باب ما لا يلزم من الإيمان والنذور / ح ١٥ ، وسائل الشيعة ٢٣ : ٢٢٤ / ح ٢٩٤٢٦ .
(٤) الإحكام لابن حزم ٨ : ٥١٣ ـ الباب ٣٨ ، فصل في إبطال القياس .