وجاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : إيّاكم وأصحابَ الرأي ، فإنّهم أعيَتْهُم السنن أن يحفظوها فقالوا بالحلال والحرام برأيهم ، فأحلّوا ما حرّم الله وحرّموا ما أحلّه الله فَضَلّوا وأضلّوا ! (١)
وعن الإمام علي عليهالسلام أنّه قال : يا معشرَ شيعتنا : المنتحلين مودّتنا ! إيّاكم وأصحابَ الرأي فإنّهم أعداء السنّة ، تفلّتَت منهم الأحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنّة أن يعوها ـ إلى أن يقول ـ فسُئلوا عمّا لا يعلمون ، فأَنِفوا أن يعترفوا بأنّهم لا يعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم ، فَضَلّوا وأضلّوا ! (٢)
وعن حبيب قال : قال لنا أبو عبد الله عليهالسلام : ما أحد أحبّ إليَّ منكم ، إنّ الناس سلكوا سبلاً شتّى ، منهم من أخذ بِهواه ، ومنهم من أخذ برأيه ، وإنّكم أخذتم بأمرٍ له أصل (٣) .
وأنّك ستقف في هذه الدراسة على أنّ الأمر كان أبعد من ذلك وأشدّ ، إذ يخترعون أموراً من عند أنفسهم ويصوّرونها حيث قناعاتُهم وأهواؤهم في حين ليس لتلك الأُمور أصل في الشريعة .
وهو ممّا أوجد في الشريعة منهجين :
أحدهما يتعبّد بالنصوص النبوية .
والآخر يشرّع الرأي ويتعرّف على المصلحة .
______________________
(١) غوالي اللآلي ٤ : ٦٥ ، مستدرك وسائل الشيعة ١٧ : ٢٥٦ ـ ٢٥٧ / ح ٢١٢٧٢ .
(٢) مستدرك وسائل الشيعة ١٧ : ٣٠٩ / ح ٢١٤٢٩ .
(٣) المحاسن : ١٥٦ ، باب الأهواء / ح ٨٧ ، الكافي ٨ : ١٤٦ / ح ١٢١ .