وغيرهم (١) خبر الأذان وما رآه في المنام وليس في جميعها التثويب ، وأنّ بلالاً كان قد أخذ الأذان عنه ، فلو كان التثويب موجوداً في أذان عبد الله لكان في أذان بلال أيضاً .
فهم يقرّون بأنّها لم تكن فيما علّمه عبد الله بن زيد لكنّهم في الوقت نفسه يدّعون بأنّه هو الذي زاده في الأذان فكيف يزيدها أو كيف بنا أن نقبل ذلك مع مشكوكية أمر الرسول بها .
إنّها إشكالية يجب أن توضّح ، ومعنى هذا الكلام إنْ صحَّ فيجب أن تكون أذان بلال للإعلام ولإيقاظ النائمين فقط ، وأنّ النبي لو كان قد أجاز ذلك فقد أجازه للإشعار والتنبيه قبل الفجر خاصّة ، لا في أذان الفجر .
إذ لا يعقل تصور نوم رسول الله بعد طلوع الفجر ، ولو تصورنا نومه صلىاللهعليهوآله فهو ينام في الليل ، وأنّه حتّى في الليل فلا ينام كلّه ، لأنّه صلىاللهعليهوآله كان مأموراً بالتهجّد وإقامة الليل ( نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ) (٢) .
ومما يفهم بأن جملة « الصلاة خير من النوم » لم تكن في الأذان الشرعي بل كانت في النداء الاشعاري الاعلامي لصلاة الليل والقيام بالتهجّد هو المروي في (الآحاد والمثاني) و (السنن الكبرى) للبيهقي عن نعيم بن النحام قال :
______________________
(١) السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٣٩٠ / ١٧٠٥ ـ باب بدء الأذان و ١ : ٤١٤ / ١٨١٧ ـ باب من قال بافراد قوله : قد قامت الصلاة و ١ : ٤١٥ / ١٨١٨ ، ١٨١٩ باب من قال بافراد قد قامت الصلاة ، والسنن الصغرى للبيهقي ١ : ٢٠٠ / ح ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، معرفة السنن والآثار ١ : ٤٤٥ / ٥٩٢ ، ٥٩٣ ، المنتقى لابن الجارود : ٤٩ ما جاء في الأذان / ح ١٥٨ ، مسند أبي حنيفة : ١٤٨ الأحاديث المختارة ٩ : ٣٧٥ / ٣٤٦ .
(٢) المزّمّل : ٣ .