حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، لا إله إلّا الله (١) .
رابعا : إن أخبار الترجيع المتمثلة بقوله : (ثم قال ارجع وامدد من صوتك أشهد ...) (٢) لم ترد إلّا في المروي عن أبي محذورة وسعد القرظ ، وهذا يشككنا في حجيته لأنّهما من متأخّري الصحبة ، متسائلين :
لماذا لم ترد أخبار الترجيع في أخبار عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة الأنصاري ـ الذي أُري الأذان ـ .
وفي أخبار بلال بن رباح ، وابن اُم مكتوم ، مع أنّك كنتَ قد وقفت على تشكيك الإمام الشافعي في المحكي عن أبي محذورة في التثويب ، وهو يشككنا في قبول أصل الرواية .
فلا ندري كيف يشرّعون التثويب مع شكّ إمامهم فيه ، بل كيف يأخذون بالترجيع في الأذان طبقاً لخبر أبي محذورة مع أنّه قد قُرِن بالتثويب الذي شكّ فيه الشافعي ، وأيّ هذين هو المقدّم ، هل التشكيك في مشروعية التثويب أو مشروعية الترجيع ؟
وباعتقادي أنّ ذلك يرجع إلى أمر مهم كانوا هم عليه وهو الزيادة في العبادات وقد صرّحوا بذلك في أبواب كثيرة من الفقه بذلك ، وإنّي في كتابي (وضوء النبي) بأنّهم استعانوا بالرأي لتشريع الوضوء الغسلي ، حيث صرّح الزمخشري بأنّ الغسل هو
______________________
(١) حي على خير العمل ، لمحمد سالم عزان : ١٩ .
(٢) والموجودة في خبر المدونة الكبرى وغيرها .