ومنها : ما يدّعى من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أمر بلالاً أن يقول : « الصلاة خير من النوم » في الأذان .
ومنها : ما يدّعى أيضاً بأنّ بلال أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله فوجده راقداً ، فقال : « الصلاة خير من النوم » ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : ما أحسن هذا اجعله في أذانك .
ومنها : ما جاء عن أبي محذورة إذ قال : قلت : يا رسول الله ، علّمني سنّة الأذان ، قال : فمسح مقدّم رأسي وقال تقول : اللهُ أكبرُ .... إلى آخره .
أمّا جواب الأوّل : وحسبك في بطلانه أنّه من حديث محمّد بن خالد بن عبد الله الواسطي الذي قال فيه يحيى : كان رجل سوء ، وقال مرة : هو لا شيء .
وقال ابن عدي : أشدّ ما أنكر عليه أحمد ويحيى روايته عن أبيه ثمّ له مناكير غير ذلك .
وقال أبو زرعة : ضعيف ، وقال يحيى بن معين : محمّد بن خالد بن عبد الله كذّاب إن لقيتموه فاضْعِفُوه .
وأمّا جواب الثاني : فهو غير صحيح لا يقرّه التحقيق وذلك أنّ الذي روى عن بلال ذلك هو عبد الرحمن بن أبي ليلى وهذا غير الصحيح ، لأنّ ولادة عبد الرحمن كانت سنة ١٧ من الهجرة النبوية (١) وتوفّي سنة ٨٣ ، ووفاة بلال سنة ٢٠ من الهجرة ، فكيف يصحّ أن يروى عن بلال وعمره ثلاث سنين ؟ هذا شيء غريب !
وأمّا جواب الثالث : فلا يصحّ أيضاً لأنّ الراوي هو عبد الرحمن بن زيد بن اسلم (ت ٢٨٢ هـ) عن أبيه زيد بن اسلم عن بلال .
______________________
(١) انظر تهذيب الأسماء واللغات لمحي الدين النووي ١ : ٣٠٣ .