كما جاء في البخاري أيضاً عن ابن مسعود عن النبيّ أنّه قال : لا يمنعن أحدكم أو أحداً منكم أذان بلال من سحوره فإنّه يؤذّن أو ينادي بليل ليرجع قائمكم ولينبّه نائمكم (١) .
وفي سنن النسائي عن ابن مسعود عن النبي : أنّ بلالاً يؤذّن بليل ليوقظ نائمكم وليرجع قائمكم وليس أن يقول هكذا يعني في الصبح (٢) .
الاحتمال الثاني :
إنّ من الثابت المشهور عند المسلمين أنّ بلال الحبشي كان مؤذن رسول الله في جميع الأوقات في المدينة وفي غزواته وحروبه ، فلا يعقل أن يستثنى عن أذان الصبح خاصة ، وهو الصاحي والمجاهد في سبيل الله وابن أم مكتوم هو الأعمى والمغمور في الإسلام ، إلّا أن نقول بأنّ الأمويين ولعلل خاصة قلبوا الإسمين أحدهما مكان الآخر بحيث التبس الأمر على العلماء والمحدثين لاحقاً ، فاستنصر أحدهم لهذا القول والآخر لذلك الرأي .
والأذان قبل الصبح للصبح وفي الساعات الأولى من الليل هو من مقترحات عمر بن الخطاب ، وهذا يتطابق مع تشريعه للصلاة خير من النوم في الأذان لقوله : عجلوا الأذان للصبح يدلج المدلج ويخرج العائرة (٣) . في حين أنّه لو جاز ذلك النداء فهو قد جاز في رمضان خاصة وبقدر أن يصعد هذا المؤذن وينزل ذاك لا قبل الصبح بساعات كثيرة من أذان الفجر كما هو المشهود اليوم .
______________________
(١) صحيح البخاري الأذان قبل الفجر .
(٢) سنن النسائي ٢ : ١١ الأذان في غير وقت الصلاة .
(٣) السنن الكبرى ١ : ٣٨٤ .