وقال القاضي النعمان بن محمّد بن حيون المغربي (ت ٣٦٣ هـ) في الإيضاح ...............
وقد مرّ عليك كلام الشوكاني سابقاً عن البحر الزخار :
وذهبت العترة والشافعي في أحد قوليه إلى أنّ التثويب أحدثه عمر ، فقال ابنه : هذه بدعة .
وعن علي حين سمعه : لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه .
ثمّ ذهب الشوكاني إلى كونه أمراً ثابتاً عن النبي ، وأنّ ابن عمر وعلي لم ينكراه مطلقاً إلّا في صلاة الظهر ، ونحن ناقشنا كلامه في كتابنا (حي على خير العمل) فراجع .
نعم لقد تطور الابتداع في الأذان وأخذ يزداد بوجوه مختلفة واضعين أحاديث على لسان الرسول في تأئيد كلّ واحدة من هذه الأمور .
فقد روي عن أبي حنيفة كما في جامع المسانيد عنه عن حماد عن إبراهيم قال : سألته عن التثويب ؟
فقال : هو ممّا أحدثه الناس وهو حسن ، ممّا أحدثوه .
وذكر أنّ تثويبهم كان حين يفرغ المؤذّن من أذانه : إنَّ الصلاة خير من النوم ـ مرتين ـ . قال : أخرجه الإمام محمّد بن الحسن (الشيباني) في الآثار فرواه عن أبي حنيفة ثمّ قال محمّد : وهو قول أبي حنيفة رضياللهعنه وبه نأخذ (١) .
ونقل ابن قدامة عن اسحاق أنّه قال بعد أن نقل رواية أبي محذورة :
______________________
(١) جامع المسانيد ١ : ٢٩٦ .