فهم يذكرون النصوص الصريحة والبدع المشتهرة بين القوم ، لا المنتزعة فكرياً والمستنبطة عقلياً والموجودة وثائقيّاً .
وبهذا فالفقهاء القدامى حينما تعرضوا لمسألة التثويب أشاروا إليها على أنّها مسألة فقهية خلافية بين الفريقين دون الإشارة إلى من أحدثها وأبدعها ، أي أنّهم بحثوها من الوجهة الفقهية الاستدلالية لا التاريخية والكلامية .
وعليه فلا يمكن إنكار كون عمر من الذين شرعوا التثويب بعد رسول الله ودعموه بدعاوى فارغة ، وهذه حقيقة لا يمكنهم إنكارها ، وخصوصاً لو دُعِم بإجماع الفرق الشيعية الثلاث في اتهام عمر بأنّه كان وراء رفع الحيعلة ووضع الصلاة خير من النوم .
أما ما سأله البصير عن الفوائد التي جناها عمر بن الخطاب من اضافة هذه الجملة في الأذان ، وكذا سؤاله عن الفائدة التي جناها الصحابة وعلماء أهل السنة في اتباع عمر فهي في بنظرنا كثيرة ، أهمّها إثبات خلافة أبي بكر وعمر حسبما وضّحناه وسنكمله في الجانب الكلامي من هذه الدراسة .
وقد عرفت أبعاد وأسباب اختصاص أذانين ومؤذنين في أذان الفجر خاصّة ، وأنّه يُرشدنا إلى وجود ارتباط بأمر عقدي ، ألا وهو ارتباطه بصلاة أبي بكر مكان رسول الله .
فاتضح إذن بأنّ الأذان الأول بالليل يميّز عن الأذان الثاني للإيذان بدخول الوقت بطريقتين :
أحدهما : بالصوت ، وذلك من خلال اختلاف صوت بلال عن صوت ابن أم مكتوم .