والثاني : بزيادة جملة في النداء بليل ـ لا في الصبح ـ يتناسب مع المقصود ـ وهو نوم الناس ـ وهو ما أقره رسول الله في أذان بلال حسب زعمهم .
كما ثبت لك بأنّ التثويب لم يرد فيما روي عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي اُرِي الأذان ، وفي المشرع في السماء حسبما جاء في مسند البزّار عن الإمام علي ، بل الذي نقف عليه هو وجود هذه الزيادة في ذيل بعض الروايات المحكية عن بلال وأنّ الزهري قال : وزاد بلال في نداء الغداة الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله .
وجاء مثله أيضاً في رواية أحمد عن الزهري عن سعيد بن المسيب بعد أن ذكر رؤيا عبد الله بن زيد وقوله : فلما أصبحت أتيت رسول الله ... قال سعيد ابن المسيب : فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر (١) .
فالزهري في رواية ابن ماجة ، وسعيد بن المسيب في رواية أحمد ، قالا :
بأنّ بلال قالها ورسول الله أقرها في أذانه ، وهي صريحة بأنّها لم تكن في رؤيا عبد الله بن زيد بن عبد ربه وقد حدثت لاحقاً ، ومن هنا التبس الأمر على بعض الكتاب هل أنّه تشريع أم تنبيه فقط ؟
والأكثر على أنّه زيادة من الصحابة لا من رسول الله .
وعليه فالروايات الأذانية الخالية من التثويب هي الأكثر والأقوى عند المسلمين ، فلا يمكن الركون إلى (التثويب) لأنّه أمر مشكوك بينهم ، خصوصاً إذا دار الأمر بين السنة والبدعة ، فيجب ترك الأخذ بالسنة خوفاً من الوقوع في البدعة .
لأنّ ليس في ترك السنة عقاب بخلاف البدعة ، فالإتيان بها يوجب العقاب ،
______________________
(١) مسند أحمد ٤ : ٤٢ .