وأمّا رواية « ينادي » فمعارضة برواية « يُؤذَّن » والترجيح معنا ، لأنّ كلّ أذان نداء ، ولا عكس .
فالعمل برواية يؤذّن عمل بالروايتين وجمع بين الدليلين ، وهو أولىٰ من العكس ، إذ ليس كذلك .
لا يقال إنّ النداء قبل الفجر لم يكن بألفاظ الأذان وإنّما كان تذكيراً أو تسحيراً كما يقع للناس اليوم ، لأننا نقول بأنّ هذا محدث قطعاً ، وقد تظاهرت الطرق على التعبير بلفظ الأذان ، فحملُه على معناه الشرعيّ مقدّم (١) .
وقال العظيم آبادي في « عون المعبود » بعد أن نقل خبر أبي داود عن زياد الصدائي وأنّه أذّن قبل طلوع الفجر :
|
قلت : هذا الحديث يدلّ على مسألتين : المسألة الأولى : أنّه يكتفي بالأذان قبل الفجر عن إعادة الأذان بعد الفجر ، لأنّ فيه أنّه أذّن قبل الفجر بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله وأنّه استأذنه في الإقامة فمنعه إلى أن طلع الفجر فأمره فأقام . والمسألة الثانية : أنّ من أذّن فهو يقيم ... |
ثمّ جاء العظيم آبادي في باب « الأذان قبل دخول الوقت » لينقل كلام الحافظ ابن حجر ، فقال :
قلت : وحديث ابن عمر وعائشة الذي أخرجه البخاري ولفظه : « إنّ بلالاً يؤذّن بليل ، فكلوا واشربوا حتّى يؤذّن ابن أُمّ مكتوم » يدلّ على عدم الاكتفاء
______________________
(١) إرشاد الساري ٢ : ١٢ .