الفاسق الفاجر ؟ وهل هي تشير إلى مسالة جوهرية عندهم ؟ ألا تدلّ كلّ هذه الأمور على مكانة الإمامة وأنّها إمامة اجتماعية ودينية ، تؤخذ أصولها من القرآن والسنّة ؟
بل على أيّ شيء يدلّ قوله تعالى : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (١) ؟!
بل ماذا يعني إِخبار الباري سبحانه بأنّه وملائكته يصلّون على النبيّ في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢) ؟!
فسبحانه لم يخبرنا عن ماضي فعله وأنّه قد صلّى على النبيّ في الزمن الغابر ، بل أخبرنا عمّا هو وملائكته فيه ، وأنّهم يصلّون على النبيّ في الحال والمستقبل إلى قيام يوم الدين .
ولم يكتف سبحانه وتعالى بهذا ، بل أمرنا أن نصلّي عليه وأن نُسَلِّم للأئمّة عليهمالسلام (٣) ، وذلك بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .
والؤمنون كانوا يعرفون السّلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا يعرفون الصلاة عليه ، فسألوه صلىاللهعليهوآله عن ذلك ففي مسند أحمد عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ، قال : « أقبل
______________________
(١) الانشراح : ٤ .
(٢) الأحزاب : ٥٦ .
(٣) كما ورد في تفسيري : القمي ٢ : ١٩٦ و ١ : ١٤٢ ، وفرات الكوفي : ٣٤٢ / ح ٤٦٧ واُنظره في تفسير العياشي : ٢٥٥ / ح ١٨٢ ، والاحتجاج ١ : ٣٧٧ ، ومعاني الأخبار : ٣٦٧ / ح ١ ، والمحاسن ١ : ٢٧١ / ح ٣٦٣ ، وغير ذلك .