حينما سأل محمّد بن مروان : أتدري ما تفسير « حيّ على خير العمل » ، فقال: لا . قال عليهالسلام : دعاك إلى البِرّ ، أتدري بِرّ مَن ؟ قلت : لا . قال : دعاك إلى برّ فاطمة ووُلدها عليهمالسلام (١) .
وعن الصادق عليهالسلام قوله : خير العمل : الولاية (٢) .
وعن ابن أبي عمير أنّه سأل الكاظم عليهالسلام عن حيّ على خير العمل : لم تُرِكت من الأذان ... فقال عليهالسلام : فإنّ خير العمل الولاية ، فأراد مَن أمر بترك « حيّ على خير العمل » من الأذان أن لا يقع حثٌّ عليها ودعاء إليها (٣) .
إذن ، فإثارة الأئمّة لموضوع « برّ فاطمة » في معنى الحيعلة الثالثة فيها إشارة إلى ظلم الخلفاء الحُكّام لها ، إذ إنّهم عقّوا فاطمة وأغضبوها وآذوها كما عقّوا وُلدَها ولم يؤدّوا ما أراده الله منهم في قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٤) .
فلو جمعنا : آية التطهير ، مع آية الولاية ، مع آية البلاغ ، مع آية المباهلة ، مع آية المودّة ، مع سورة الدهر وسورة الكوثر ، وآية الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله مع عدم جواز الصلاة البتراء عليهم ، لعرفنا : سرّ منعهم للحيعلة الثالثة ووضعهم « الصلاة خير من النوم » مكانها .
وسرّ ارتباط ادّعاء استخلاف أبي بكر بالصلاة مكان رسول الله في صبيحة موته صلىاللهعليهوآله .
______________________
(١) معاني الأخبار : ٤٢ / ٣ ، علل الشرائع : ٣٦٨ ـ الباب ٨٩ / ٥ .
(٢) التوحيد : ٢٤١ ـ الباب ٣٤ / ٢ .
(٣) علل الشرائع ٢ : ٣٦٨ ـ الباب ٨٩ / ٤ .
(٤) الشورى : ٢٣ .