وسرَّ عدم تأذين بلال لأبي بكر وعمر ، مع استجابته للزهراء والحسن والحسين عليهمالسلام في أن يؤذّن لهم .
وسرّ جعل الأذان مناميّاً وليس سماويّاً في الإسراء والمعراج ! فكلّ هذه الأُمور تعني أنّ الحكّام ومن سار على نهجهم قد اتّخذوا آيات الله هزواً ، مرجّحين اجتهادهم مقابل النصوص .
وقد شغلت بالي هذه الأُمور ومنذ زمن بعيد وأنا أبحث في موضوع الأذان ولا أرى له جواباً إلّا ما قُلتُه من دور الخلفاء الحكّام في تحريف أُصول الشريعة بالرأي والاستحسان والقياس وما شابه ذلك ، وتشريع البديل مكانه ، إذ وضَّحنا فيما سبق أنّ إمامة أمير المؤمنين عليٍّ وأولاده الكرام قد جاءت في القرآن عموماً وفي الأذان على وجه الخصوص كنائيّاً ، مع تأكيدنا على وجود الشهادة بالتوحيد والنبوّة في الأذان صراحةً ، فأبدلو إمامة علي عليهالسلام إلى إمامة أبي بكر كنائيّاً حسب التوضيح الذي سنقوله من معنى « الصلاة خير من النوم » .
والذي يختلج في الذهن هو أنّ الناس جميعهم سواسية أمام تعاليم السماء ، وأنّ الأحكام الصادرة عن الله ورسوله هي واحدة للجميع ، فلا يمتاز إنسان على آخر بحكم يختصّ به إلّا الرسول في بعض الأُمور التي جاء فيها نصّ خاصّ له ، فالسؤال : كيف إذن نرى في موضوع صلاة الفجر : أذانَين ، ومؤذّنين ، وإمامَين لصلاةٍ واحدة ؟!
إنّ
هذا من عجيب الرأي وغريب الكلام ، وهو ما نريد أن نبسطه ونوضّحه في