هذه الدراسة ، وبقناعتنا هو يرتبط بموضوع عقائدي ، وهو صلاة أبي بكر مكان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولأجله قالوا بوجود إمامين لتلك الصلاة .
فالأذان الأوّل قد يكون جاء لإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، لكنّهم أدرجوه في أذان الفجر لعللٍ مذكورة في كتابنا هذا .
بل كيف يتحيّر رسول الله ولا يعرف حكم الأذان مع اتّصاله بالوحي ، حتّى يخبره عبد الله بن زيد بن ثعلبة برؤياه ؟! (١)
وكيف يؤذّن بلال الصاحي البصير بـ « ليل » ، ويؤذّن ابن أمّ مكتوم الأعمى « للصبح » بعد أن يقال له : أصبحتَ أصبحت ؟! (٢)
ولماذا تختصّ أخبار الترجيع بأبي محذورة وسعد القرظ ، ولا تراه في أذان بلال وأذان ابن أُمّ مكتوم وأذان عبد الله بن زيد الأنصاري إن كان صادراً عن رسول الله ؟!
وهكذا الحال بالنسبة إلى السلام على الأمراء في الأذان أو بعده ، فيرجع سببه إلى أبي محذورة وسعد القرظ ، لماذا ؟!
إنّهم بعد أن عرفوا ارتباط مسألة الحيعلة الثالثة بمسألة الخلافة والحكم وتنصيب الشارع لعلي بن أبي طالب من خلال الآيات القرآنيّة والسُّنَّة النبويّة ، جَدّوت في تحريف الأذان بما يدلّ على إمامة أبي بكر كنائيّاً أيضاً ، وهذا ما تراه في
______________________
(١) سنن أبي داود : ١ : ١٣٤ ـ ١٣٩ كتاب الصلاة ، باب بدء الأذان ، الجامع الصحيح للترمذي ١ : ٣٥٨ ، الموطّأ ١ : ٦٧ ، مصنّف عبد الرزاق ١ : ٤٦٠ / ١٧٨٧ ، وص ٤٥٦ / ١٧٧٥ ، كنز العمال ٨ : ٣٢٩ / ٢٣١٤٠ ، جامع المسانيد ١ : ٢٩٩ ، مجمع الزوائد ١ : ٣٢٩ .
(٢) المصنّف لعبد الرزاق ١ : ٤٧٢ / ح ١٨٢٠ .