تحققه وإفادته القطع وإن لم يعلم حجية كل إجماع ، وقال في موضع ثالث : إن طريقة قدماء أصحابنا وهم الأخباريون أنه يجوز مع بذل الوسع في المطلب وعدم وجدان الحكم في ظاهر الكتاب العمل بأخبار الآحاد خاصة وقال المدقق الرضي القزويني في لسان الخواص : إن وجوب العمل بظاهر القرآن وإن كان من ضروريات الدين ولكنه لا يستلزم العلم بالحكم الواقعي والحكم الواقعي إنما يعلم من نصه السالم من احتمال خلافه المعلوم بقاء حكمه ، ثم قال : إن القول بعدم جواز استنباط الأحكام من ظواهر الكتاب بدون سؤال الأئمة عليهمالسلام عن تفسيرها ساقط بالضرورة الدينية والأخبار المتواترة معنى ، وقال صاحب الفوائد الغروية : إن المتتبع يعلم أن دأب العلماء السابقين وكذا أصحاب الأئمة هو الاستدلال بظواهر القرآن ثم قال : ولهذا جعل جمع من علمائنا جواز العمل بالظواهر من جملة الضروريات ، وقال أيضا : لا خلاف في جواز العمل وصحة الاستدلال بما يكون نصا غير منسوخ والمشهور بل طريقة أصحابنا السلف والخلف إلا الشاذ الذي أسلفنا ضعف مذهبه هو جواز العمل بالظاهر أيضا وصحة الاستدلال به.
الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام عن آبائه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز ، فقام المقداد بن الأسود فقال : يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال : دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وماحل مصدق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل عل خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن ، وظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص.
بيان ـ قال في الوافي : ماحل أي يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه أعني يسعى به إلى الله تعالى ، وقيل معناه خصم مجادل والأنيق الحسن