شخص هذا اللفظ الصادر منّا ، فهل يمكننا إحضار هذه القضية في ذهن السامع بالتلفيق بين الوسيلة الإيجادية والوسيلة الحكائية ، بحيث يكون الموضوع حاضرا بالوسيلة الإيجادية ، والمحمول وهو كلمة (لفظ) مثلا في «زيد لفظ» حاضرا بالوسيلة الحكائية؟.
اتضح ممّا بيناه في تحقيق الكبرى أن هذا متوقف على تحقيق شرطين :
ـ الشرط الأول : أن يكون موضوع القضية المعنوية جزئيا ، لاستحالة إحضار الكلي إيجاديا في ذهن السامع ، وهذا الشرط محفوظ في المقام ، لأن موضوع القضية المعنوية المراد إحضاره في ذهن السامع ، إنما هو شخص هذا اللفظ ، فبإيجاد هذا الشخص الفرد خارجا ، نحصل على إخطار لصورة ذهنية موازية لهذا الفرد في الخارج.
ـ الشرط الثاني : هو البحث في أن الهيئة المتحصلة من التلفيق بين وسيلة إيجادية وأخرى حكائية ، هل تكون موضوعا لإفادة النسبة؟.
والصحيح في ذلك ، بحسب المستظهر عرفا ، هو التفصيل :
بين ما إذا كان التلفيق من وسيلة حكائية ووسيلة إيجادية ، ولكنها لفظ بطبعها.
وبين ما إذا كان التلفيق من وسيلة حكائية ووسيلة إيجادية ، ولكنها ليست لفظا بطبعها.
فإن كانت الوسيلة الإيجادية لفظا بنفسها : فالهيئة تكون موضوعة لإفادة النسبة ، ولهذا حينما نقول «زيد لفظ» ونقصد بذلك إيجاد الموضوع بشخص لفظ زيد ، نكون قد حصلنا على النسبة ، لأن هذه الهيئة متحصلة من وسيلتين لفظيتين وإن كانت إحداهما إيجادية والأخرى حكائية.
وإن كانت الوسيلة الإيجادية ليست لفظا بنفسها ، كما قلنا سابقا في مثال (تاريخ الطبري) حيث الوسيلة الإيجادية ليست لفظا ، بل هي فعل خارجي