النفس. فمن أراد شرب الماء ، فالمراد له بالذات ، وبالحقيقة هو الوجود الذهني لشرب الماء ، القائم في أفق النفس. وعليه فلفظة «ماء» أو لفظة «الشرب» بناء على أن يكون قد أخذ في موضوعها الإرادة ، يعني موضوعة للمراد بالذات ، وهو الوجود الذهني المقوّم للإرادة في أفق النفس ، وحينئذ هذا الوجود الذهني لا يعقل انطباقه على الخارج.
والصحيح أنه عندنا شيئان : مراد بالذات ومراد بالعرض.
المراد بالذات : هو الوجود الذهني للماهية القائم في أفق الإرادة ، والمقوّم للإرادة في نفس المتكلم ، بمعنى أن شرب الماء بما هو موجود ذهني هو المراد بالذات.
وعندنا مراد بالعرض وهو ذات الماهية من دون أن يلحظ معها الوجود الذهني ، بمعنى ماهية شرب الماء من دون أن تطعّم بالوجود الذهني ، هذا مراد بالعرض لأن شئون الوجود تضاف دائما إلى الماهية بالعرض ، فكل شأن يثبت للوجود بالذات ، يثبت لماهية ذلك الوجود بالعرض ، فالوجود الذهني لشرب الماء مراد بالذات ، وماهية شرب الماء التي هي ماهية هذا الوجود الذهني مراد بالعرض ، فعندنا إذن نسبتان :
ـ نسبة ذاتية للإرادة مع مرادها بالذات ، وهو الموجود الذهني بما هو موجود ذهني.
ـ نسبة عرضية للإرادة إلى ذات الماهية ، بما هي ، لا بما هي موجودة في الذهن.
وحينئذ إما أن تكون لفظة (الماء) موضوعة للمراد بالذات ، يعني موضوعة بإزاء تلك الوجودات الذهنية التي تنسب إليها الإرادة نسبة ذاتية.
وإما أن تكون لفظة (الماء) موضوعة لذوات الماهيات ، لكن مقيدة بنسبة الإرادة إليها بالنسبة العرضية.