لا يكون في طول تمام المعنى ، بل يكون في طول جزء المعنى ، ويكون هو بنفسه الجزء الآخر للمعنى ، فيكون المعنى متكونا من أمرين طوليين ، ولا محذور في ذلك.
وبحسب الحقيقة الإشكال نشأ من طرز التعبير ، فتارة نقول بأن قصد تفهيم تمام المعنى أخذ في المعنى ، فهذا تهافت : لأننا حينما نقول قصد تفهيم تمام المعنى يعني فرضنا تمام المعنى في المرتبة السابقة على هذا القصد ، فكيف يكون هذا القصد بنفسه دخيلا في تمام المعنى ، وجزءا منه إمّا بنحو الشرطية أو الشّطرية فهذا تهافت؟. وأما إذا قلنا بأن تمام المعنى مركب من جزءين : أحدهما هو السائل البارد ، والآخر هو قصد تفهيم هذا الجزء ، إذن فهنا حصلت طولية بين جزء المعنى والجزء الآخر للمعنى ، وفي مثل هذا لا يرد التهافت باللحاظ.