لا شعورية صار يقول (ماء) ، كذلك هناك إنسان آخر يفكر ويضع كلمة أخرى للمعنى نفسه ، وآخر ، ثالث ، يضع كلمة أخرى لهذا المعنى نفسه ، وهكذا ، فما هو هذا التنظيم الدقيق بين جماعة بدائية من هذا القبيل ، بحيث إن أي واحد منهم حينما كان يضع كلمة لمعنى ، كان الآخرون كلهم يسلّمون معه ويقترحون اقتراحه؟.
فلا بد وأن يكون هناك سر إلهي ، بحيث أن الله أودع في طباعهم وغرائزهم قبول هذا المطلب ، وأن هذه الكلمة تناسب مع هذا المعنى. ومثل هذا ليس إلّا إلهاما من قبل الله تعالى.
وهذا الاستبعاد في محله ، وجواب العلماء عليه في غاية الاشكال ، لكن على مبنانا : هذا الاستبعاد لا يأتي ، لأننا نقول حينئذ : بأن هؤلاء الناس كلهم صدفة هكذا صاروا باعتبار أن اللغة تنشأ بحسب الحقيقة عن طريق اقترانات حادثة نوعية في حياتهم ، لا عن تحكّمات شخصية وفردية ، بل هناك نوع من الملابسات والظروف اقترنت فيما بينهم بمعان.