وأنت التي حببت كلّ قصيرة |
|
إليّ ولم يعلم بذاك القصائر |
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد |
|
قصار الخطا شر النساء البحاتر |
والخيام : جمع خيمة ، وهي : أربعة أعواد تنصب وتسقف بشيء من نبات الأرض ، وجمعها خيم ، كتمرة وتمر ، وتجمع الخيم على خيام فهو جمع الجمع ؛ وأمّا ما يتخذ من شعر أو وبر أو نحوه فيقال له : خباء ، وقد يطلق عليه خيمة تجوّزا. وقال عمر : الخيمة درة مجوّفة. وقال ابن عباس قال : وهي فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب. وفي الحديث : «أنّ في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها : ستون ميلا ؛ في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون» (١). وقال أبو عبد الله الحكيم الترمذي : قال : بلغنا أن سحابة أمطرت من العرش فخلقن أي : الحور العين من قطرات الرحمة ، ثم ضرب على كل واحدة خيمة على شاطىء الأنهار سعتها أربعون ميلا وليس لها باب ، حتى إذا دخل وليّ الله تعالى بالخيمة انصدعت الخيمة عن باب ليعلم وليّ الله أنّ أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم تأخذها ، فهي مقصورة قد قصرها الله عن أبصار المخلوقين. وقال مجاهد : معناه قصرن أطرافهنّ وأنفسهنّ على أزواجهنّ فلا يبغين بدلا. وقال صلىاللهعليهوسلم : «لو أنّ امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ، ولملأت ما بينهما ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها» (٢).
فائدة : اختلفوا أيما أكثر حسنا وأتم جمالا ، الحور أم الآدميات ؛ فقيل : الحور لما ذكر في وصفهنّ في القرآن والسنة ، ولقوله صلىاللهعليهوسلم في دعائه في صلاة الجنازة : «وأبدله زوجا خيرا من زوجه» (٣). وقيل : الآدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف روي ذلك مرفوعا. وقيل : إن الحور العين المذكورات في القرآن هن المؤمنات من أزواج النبيين والمؤمنين ، يخلقن في الآخرة على أحسن صورة ، قاله الحسن البصري ، قال ابن عادل : والمشهور أن الحور العين لسن من نساء أهل الدنيا ، إنما هنّ مخلوقات في الجنة لأنّ الله تعالى قال : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) وأكثر نساء أهل الدنيا مطموثات ا. ه. لكن مرّ أنه لم يطمثهن بعد إنشائهن خلقا آخر وعلى هذا لا دليل في ذلك.
(فَبِأَيِّ آلاءِ) أي : نعم (رَبِّكُما) الذي صوركم فأحسن صوركم (تُكَذِّبانِ) أبهذه النعم أم بغيرها؟.
(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) كحور الجنتين الأوليين وضميرهم في قبلهم لأصحاب الجنتين.
(فَبِأَيِّ آلاءِ) أي نعم (رَبِّكُما) الذي جعل لكم في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
__________________
(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٥٥ باب ٢ ، وبدء الخلق باب ٨ ، والترمذي في الجنة باب ٣ ، والدارمي في الرقاق باب ١٠٩ ، وأحمد في المسند ٤ / ٤٠٠ ، ٤١١ ، ٤١٩.
(٢) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٦ ، والرقاق باب ٥١ ، والترمذي في فضائل الجهاد حديث ١٦٥١ ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٨٣ ، ٣ / ١٤١ ، ١٥٧ ، ٢٦٤.
(٣) روي الحديث بلفظ : «وأبدله أهلا خيرا من أهله» ، أخرجه مسلم في الجنائز حديث ٩٦٣ ، والنسائي في الجنائز حديث ١٩٨٣ ، وأحمد في المسند ٦ / ٢٣.