صلىاللهعليهوسلم كف امراة قط. وروي أنها قالت : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية (أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) إلى آخرها قالت : وما مست يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها» (١) وقالت أميمة بنت رقيقة «بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نسوة فقال فيما استطعتن أطعن ، فقلت : رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارحم بنا من أنفسنا ، وقلت : يا رسول الله صافحنا ، فقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة كقولي لمائة امرأة» (٢). وروي «أنه صلىاللهعليهوسلم بايع النساء وبين يديه وأيديهن ثوب ، وكان يشترط عليهن» (٣) وقالت أم عطية : «لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت ، ثم أرسل إلينا عمر بن الخطاب فقام على الباب فسلم فرددن عليهالسلام فقال : أنا رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليكن أن لا تشركن بالله شيئا الآية ، فقلن نعم ، فمد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت ، ثم قال : اللهم اشهد» (٤) وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلىاللهعليهوسلم «كان إذا بايع النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه فغمسن أيديهن فيه» (٥) وروي أنه صلىاللهعليهوسلم لما فرغ من بيعة الرجال يوم الفتح لمكة ، وهو على الصفا وعمر بن الخطاب أسفل منه وهو يبايع النساء بأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويبلغهن عنه أن لا يشركن بالله شيئا ، وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنقبة متنكرة مع النساء خوفا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يعرفها لما صنعت بحمزة يوم أحد ، فقالت : والله إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيتك أخذته على الرجال ، وكان بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم ولا يسرقن ، فقالت هند إن أبا سفيان رجل شحيح ، وإني أصيب من ماله قوتنا فلا أدري أيحل لي أم لا ، فقال أبو سفيان : ما أصبت من شيء فيما مضى وما غبر فهو لك حلال ، فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعرفها ، فقال لها : «وإنك لهند بنت عتبة» ، قالت : نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك.
وروي أنها قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك ، فهل عليّ حرج إن أخذت ما يكفيني وولدي ، قال : «لا إلا بالمعروف» (٦) فخشيت هند أن تقتصر على ما يعطيها فتضيع وتأخذ أكثر من ذلك فتكون سارقة ناكثة للبيعة المذكورة ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوسلم ذلك أي لا حرج عليك فيما أخذت بالمعروف يعني من غير استطالة إلى أكثر من الحاجة ، ثم قال : ولا يزنين ، فقالت هند : أوتزني الحرة ، فقال : ولا يقتلن أولادهن أي : بالوأد ، ولا يسقطن الأجنة ، فقالت هند : ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا ، وأنت وهم أعلم ، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتل يوم بدر فضحك عمر حتى استلقى وتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) فقالت : والله إن البهتان لأمر قبيح ، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق ، فقال :
__________________
(١) أخرجه البخاري في تفسير القرآن حديث ٤٨٩١ ، ومسلم في الإمارة حديث ١٨٦٦ ، والترمذي حديث ٣٣٠٦.
(٢) أخرجه النسائي في البيعة حديث ٤١٨١ ، وابن ماجه في الجهاد باب ٤٣ ، ومالك في البيعة حديث ٢ ، وأحمد في المسند ٦ / ٣٥٧ ، ٣٥٩.
(٣) انظر الحاشية السابقة.
(٤) أخرجه القرطبي في تفسيره ١٨ / ٧١ ، وابن حبان في صحيحه ٣٠٤١.
(٥) الحديث لم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث التي بين يدي.
(٦) أخرجه البخاري في المظالم باب ١٨ ، مناقب الأنصار باب ٢٣ ، والنفقات باب ٥ ، والأيمان باب ٨٣ ، والأحكام باب ١٤ ، ومسلم في الأقضية حديث ٩.