٣٢ ـ و (١)(حُبَّ الْخَيْرِ) : المال. (٢) ووجه التعدية ب (عن) إضمار الميل ، تقديره : ملت إلى حبّ الخير عن ذكر ربّي. وذكر أبو عبيد (٣) الهرويّ وغيره : أنّ المراد بالمحبّة الإيثار (٤) ، وأنّ (عن) بمعنى (على). (٥)
والقصّة في ذلك : أنّ قبائل من قبائل العرب النّازلين بحدود دمشق ونصيبين تحزّبوا على سليمان ليقاتلوه ، فأظفره الله تعالى عليهم ، وأخذ ألف رأس من خيلهم ، فلما راح من المعركة إلى منزله عرض الخيول ، فكان الله قد أتاه (٦) من الهيبة ما لا يبدأ بكلام ، ولا يذكر شيئا حتى يكون هو الذي يبدأ ويذكر ، فابتلاه الله يوم عرض الخيل بنسيان العصر حتى توارت بالحجاب ، فغضب على نفسه ، وعاقبها بأن فوّت عليها ما أعجبها. (٧)
٣٣ ـ (مَسْحاً) : قطعا. (٨) قيل : إنّه عقر يومئذ تسع مئة فرس ، وترك مئة ، فما أبدى النّاس من الخيل العراب فمن نسل تلك المئة. (٩)
٣٦ ـ (رُخاءً) : ريحا طيبة. (١٠) وقيل : لينة. (١١)
والقصّة فيه : أنّ الجنّ أخبرت سليمان عليهالسلام بأمر ملك أندلس وطنجة وفرنجة وأفريقية ، وما آتاه الله من النّعمة والسلطان ، وهو كافر بربه يعبد الأصنام من دونه ، فسار سليمان نحوه تحمله الرّيح وتظلّه الطّير ، فلمّا انتهى إليه أرسل إليه رسولا يدعوه إلى توحيد الله ودين الإسلام ، فاستشار ذلك الملك قومه ، فأشاروا عليه بالطاعة ، فتكبّر عنها ، وقال : لو كلّفني خراجا لتحمّلته ، وأما ترك الآلهة فلا أتركها ، وأمر قومه بأن يستعدّوا للقتال ، فاستعدوا وقاتلوا سليمان عليهالسلام ، فلم يلبثوا إلا ساعة من نهار قتل الملك فيمن معه (١٢) ، واستسلم سائر الأرض ، وكان (١٣) لذلك بنت تسمّى سحور ، وكانت أجمل من بلقيس ، فلمّا رآها سليمان عليه
__________________
(١) ساقطة من ع وأ.
(٢) ينظر : إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧١١ ، وزاد المسير ٧ / ٢٣ ، والكشاف ٤ / ٩٣.
(٣) ع وأ : عبيدة.
(٤) ع : الإتيان.
(٥) ينظر : الغريبين ٢ / ٣٩٥.
(٦) الأصل وك وأ زيادة : الله.
(٧) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ١٥٩ عن الكلبي.
(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٤٠٥ ، وزاد المسير ٧ / ٢٤ عن السدي ومقاتل وغيرهما ، وهو قول الجمهور ، والكشاف ٤ / ٩٤.
(٩) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ١٥٩ عن الكلبي.
(١٠) تفسير مجاهد ٥٥١ ، وزاد المسير ٧ / ٢٩ عن مجاهد.
(١١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٣٣ ، وزاد المسير ٧ / ٢٩ ، والنهاية في غريب الحديث ٢ / ٦٨٠.
(١٢) ساقطة من أ.
(١٣) ك وع : كانت