أَصٰابِعَهُمْ في آذٰانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيٰابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكبَرُوا اسْتِكبٰاراً) (١).
وهذه الحكمه مطّرده في كلّ ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين ، كما لا يخفي.
وقد أوضحنا هذه الجمل وأقمنا عليها الشواهد القاطعه والبراهین الساطعه في كتابينا : سبيل المؤمنين وتنزيل الآيات.
والحمد للّٰه علی الهدآيه والتوفيق.
السياق دالّ علی إراده المحبّ؟!
إنّ الآيه بحكم المشاهده مفصوله عمّا قبلها من الآيات الناهیه عن اتّخاذ الكفّار أولياء ، خارجه عن نظمها ، إلی سياق الثناء علی أمير المؤمنين وترشیحه ـ للزعامه والإمامه ـ بتهدید المرتدين ببأسه ، ووعیدهم بسطوته ؛ وذلك لأنّ الآيه التی قبلها بلا فصل إنّما هی قوله تعالی : (يٰا آيها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يرْتَدَّ مِنْكمْ عَنْ دينهِ فَسَوْفَ ياتِی اللّٰهُ بِقَوْمٍ يحِبُّهُمْ وَيحِبُّونَهُ أَذِلَّهٍ عَلَی المؤمنين أَعِزَّهٍ عَلَی الْكٰافِرِينَ يجٰاهِدُونَ في سَبِيلِ اللّٰهِ وَلاٰ يخٰافُونَ لَوْمَهَ لاٰئِمٍ ذٰلِك فَضْلُ اللّٰهِ يؤْتِيهِ مَنْ يشٰاءُ وَاللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ) (٢) ..
وهذه الآيه مختصّه بأمير المؤمنين ، ومنذره ببأسه (٣) وبأس أصحابه ، كما
__________________
(١) سوره نوح ٧١ : ٧.
(٢) سوره المائده ٥ : ٥٤.
(٣) نظير قول رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : لن تنتهوا معشر قریش حتّی يبعث اللّٰه عليكم رجلاً امتحن اللّٰه قلبه بالإيمان ، يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه إجفال الغنم. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّٰه؟ قال : لا. قال عمر : أنا هو يا رسول اللّٰه؟ قال : لا ، ولكنّه