نصّ عليه أمير المؤمنين يوم الجمل ، وصرّح به الباقر والصادق ، وذكره الثعلبي في تفسيره ، ورواه صاحب مجمع البيان عن عمّار ، وحذيفه ، وابن عبّاس ، وعليه إجماع الشيعه ..
وقد رووا فيه صحاحاً متواتره عن أئمّة العتره الطاهرة ؛ فتكون آيه الولايه علی هذا وارده بعد الإیماء إلی ولایته والإشاره إلی وجوب إمامته ، ويكون النصّ فيها توضيحاً لتلك الإشاره ، وشرحاً لما سبق من الإیماء إليه بالإماره ..
فكيف يقال بعد هذا : إنّ الآيه وارده في سياق النهی عن اتّخاذ الكفّار أولياء؟!
علی أن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم جعل أئمّة عترته بمنزله القرآن ، وأخبر أنّهما لا يفترقان ، فهم عدل الكتاب ، وبهم يعرف الصواب ، وقد تواتر احتجاجهم بالآيه ، وثبت عنهم تفسير الوالی فيها بما قلناه ، فلا وزن للسياق ، لو سلّم كونه معارضاً لنصوصهم (١) ..
فإنّ المسلمين كافّه متّفقون علی ترجيح الأدلّه علی السياق ، فإذا حصل
__________________
خاصف النعل. قال : وفي كفّ عليّ نعل يخصفها لرسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم.
أخرجه كثير من أصحاب السنن وهو الحديث ٣٦٣٧٣ في صفحه ١١٥ من الجزء ١٣ من الكنز.
ومثله قوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس علی تأويل القرآن كما قوتلتم علی تنزيله. فقال أبو بكر : أنا هو؟ وقال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجره. فخرج عليّ ومعه نعل رسول اللّٰه يخصفها.
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد في مسنده ، ورواه الحاكم في مستدركه ، وأبو يعلی في المسند ، وغير واحد من أصحاب السُنن ، ونقله عنهم المتّقی الهندی في ص ١٠٧ من جزئه الثالث عشر.
(١) وأي وزن للظاهر إذا عارض النصّ؟!