مدّعين أنّ حديث الغدير هذا حديث متواتر ، وأنّه نصّ قاطع في إمامه عليّ رضي اللّٰه عنه. والجواب علی هذا كلّه من وجوه :
أحدها : أنّ الآيه لم تنزل في عليّ بن أبي طالب كما زعموا ....
ثانيها : أنّ الآيه نزلت في المدينه ، بل هی من أوائل ما نزل في المدينه وقبل حجّه الوداع بمدّه طويلة ، بدليل ما قبلها وما بعدها من الآيات التی تتحدّث عن أهل الكتاب وما كان من أمرهم في المدينه ، أمّا حديث الغدير فقد كان بعد رجوعه عليه الصلاة والسلام من حجّه الوداع وهو في طريقه إلی المدينه ، وكان ذلك في اليوم الثامن عشر من ذی الحجّة ، وهذا ممّا لا ينازع الرافضه فيه ، بدليل أنّهم ما زالوا يتّخذون هذا اليوم عیداً.
قال ابن تيمية : (...فمَن قال أنّ المائده نزل فيها شيء بعد غدير خمّ فهو كاذب مفتر باتّفاق أهل العلم ...). (المنهاج ٤ : ٨٤).
ثالثها : لو أنّ النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم أمر بتبلیغ الناس إمامه عليّ بعده لبلّغهم ذلك وهم مجتمعون حوله أثناء الحجّ أو بعده وقبل أن يرجعوا إلی أوطانهم ، كما هو الحال في كلّ ما بلّغه النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم من أُمور في حجّته هذه. فدلّ هذا علی أنّ الذي جری يوم الغدير لم يكن ممّا أُمر بتبليغه ، كالذي بلّغه في حجّه الوداع.
قال ابن تيمية : (ولم ينقل أحد بإسناد صحيح ولا ضعيف أنّ النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ذكر إمامه عليّ ، ولا ذكر عليّاً في شيء من خطبته في حجّه الوداع). انتهی. (المنهاج ٤ : ٨٥).
رابعها : يزعم الرافضه أنّ حديث الغدير حديث متواتر ، في حين أنّه حديث آحاد مختلف في صحّته ، فقد طعن جماعه من أئمّة الحديث في صحّته ،