بعدي ...الحديث» فقد ذكر ابن الجوزي رحمه اللّٰه بهذا الحديث أربع طرق. ثمّ قال : هذا حديث لا يصحّ.
أمّا الطريق الأوّل : ففيه إسماعيل بن زياد ؛ قال ابن حبّان : لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا علی سبيل القدح فيه. وقال الدارقطني : متروك. وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ : أكثر رواه هذا الحديث مجهولون وضعفاء.
وأمّا الطريق الثاني : ففيه مطر بن ميمون ؛ قال البخاري : منكر الحديث.
وقال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث. وفيه جعفر وقد تكلّموا فيه.
وأمّا الطريق الثالث : ففيه خالد بن عبيد ؛ قال ابن حبّان : يروی عن أنس نسخه موضوعه ، لا يحلّ كتب حديثه إلّا علی جهه التعجّب.
وأمّا الطريق الرابع : فإنّ فيه قيس بن میناء ؛ من كبار الشيعه ولا يتابع علی هذا الحديث. وفي الميزان : قيس بن میناء ، عن سلمان الفارسی بحديث : علی وصيی ، وهو كذّاب. انظر : رياض الجنّه : ١٥٧ ـ ١٥٨.
٥ ـ أمّا حديث أنس : «أوّل من يدخل عليك هذا الباب إمام المتّقین ... الحديث» رواه أبو نعيم في الحلية ، وقال في الميزان : هذا الحديث موضوع ، وقد روی هذا الحديث جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي ، أحد علماء الشيعه.
قال الإمام مسلم في صحيحه : حدّثنا أبو غسّان محمّد بن عمرو الرازي ، قال : سمعت جریراً يقول : لقیت جابر الجعفي فلم أكتب عنه ، كان يؤمن بالرجعه.
وقال جرير بن عبد الحميد لثعلبه : لا تأتِ جابراً فإنّه كذّاب. وقال النسائي : متروك. وقال يحيی : لا يكتب حديثه ولا كرامه. وقال زائده : هو كذّاب ، يؤمن بالرجعه. وقال سفيان : كان يؤمن بالرجعه. وروی الحمیدی عن سفيان : سمعت رجلاً سأل جابراً الجعفي عن قوله : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتّٰی ياذَنَ لي أبي أَوْ يحْكمَ اللّٰهُ