أنه لا ينقد ويغلط ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة.
قال فضل بن الضائع : ان شريكا حدث بواسط أحاديث بواطيل ، فقال ابو زرعة : لا تقل بواطيل! وقال احمد بن عبد الله العجلى : كوفي ثقة ، وكان حسن الحديث ، وكان اروى الناس عن إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي ، سمع منه سبعة آلاف حديث ، وقال ابن عدى أيضا : سمعت ابن حماد يقول : قال السعدي : شريك سيء الحفظ مضطرب الحديث ، مائل ... روى له الجماعة الا البخاري ، روى له مسلم في المتابعات » (١).
٣ ـ ابن خلكان : « أبو عبد الله شريك بن ابى شريك النخعي ، وهو الحارث بن أوس بن الحارث بن الأزهر بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع ، وبقية النسب في ترجمة ابراهيم النخعي في أول الكتاب. تولى القضاء بالكوفة أيام المهدي ثم عزله موسى الهادي. وكان عالما فقيها ذكيا فطنا. جرى بينه وبين مصعب بن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي فقال له مصعب : أنت تنتقص ابا بكر وعمر (رض)؟ فقال القاضي شريك : والله ما أنتقص جدك وهو دونهما! وذكر معاوية بن أبي سفيان عنده ووصف بالحلم ، فقال شريك : ليس بحليم من سفه الحق ، وقاتل عليّ بن ابى طالب (رض). وخرج شريك يوما الى أصحاب الحديث ليسمعوا عليه فشموا منه رائحة النبيذ ، فقالوا له : لو كانت هذه الرائحة منا لاستحيينا ، فقال : لأنكم أهل ريبة.
ودخل يوما على المهدي فقال له : لا بد أن تجيبني الى خصلة من ثلاث خصال ، قال : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : اما أن تلى القضاء ، أو تحدث ولدي وتعلمهم ، أو تأكل عندي أكلة ـ وذلك قبل أن يلي القضاء ـ فأفكر ساعة ثم قال : الاكلة أخفها على نفسي ، فأجلسه وتقدم الى الطباخ ان يصلح
__________________
(١) الكمال في أسماء الرجال ـ مخطوط.