آمَنَ بِاللهِ) ـ ١٩ ـ في [هذا] الكلام حذف مضاف من أوله أو من آخره ، تقديره ، إن كان الحذف من أوله : أجعلتم أصحاب سقاية الحاج وأصحاب عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله. وإن قدّرت الحذف من آخره كان تقديره : أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن بالله ؛ وإنما احتيج إلى هذا ليكون المبتدأ هو الخبر في المعنى ، وبه يصح الكلام والفائدة (١).
١٠٥٠ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) ـ ٢٥ ـ نصب (يَوْمَ) على العطف (٢) على موضع (فِي مَواطِنَ) ، تقديره : ونصركم يوم حنين.
١٠٥١ ـ قوله تعالى : (لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ) ـ ٢١ ـ ابتداء وخبر في موضع النعت ل (الْجَنَّاتِ). والهاء في «فيها» للجنات ؛ وهو جمع بالألف والتاء ، يراد به الكثرة ، وقيل : هي ترجع على «الرحمة» ، وقيل : [هي] ترجع إلى «البشرى» ودلّ عليها (٣) قوله : (يُبَشِّرُهُمْ). وكذلك الهاء في «فيها» الثانية ، تحتمل ما احتملت الأولى من الوجوه.
١٠٥٢ ـ قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) ـ ٣٠ ـ من نوّن (٤) «عزيرا» رفعه بالابتداء ، و (ابْنُ) خبره ، فلا يحسن حذف التنوين على هذا
__________________
(١) في هامش(ظ) / ٥٨ ب : «السقاية والعمارة مصدرا سقي وعمر ، وصحت الياء في «سقاية» لأجل التاء ـ أي تاء التأنيث ـ وقياسها أن تقلب همزة. كواشي» ، وانظر إعراب هذه الآية في البيان ٣٩٦/١ ؛ والعكبري ٧/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٩١/٨.
(٢) في هامش(ظ)/٥٨ ب : «وجاز عطف الزمان على المكان ؛ لأن تقديره : مواطن حنين أو وقت مواطن ، ولم ينصرف لعدم زنة المفرد ، أو ينصب(يوم) بمضمر ، أي : واذكر يوم حنين ، فيكون عطف جملة على جملة ، وهذا أوجه ؛ لأن(إذ) في (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) بدل من (يَوْمَ حُنَيْنٍ) ، فلو نصبت (يَوْمَ حُنَيْنٍ) بهذا الظاهر كان المعنى : إن كثرتكم أعجبتكم في مواطن كثيرة ، وكثرتهم إنما كانت يوم حنين ، وفيه أعجبتهم. كواشي».
(٣) في الأصل : «عليه».
(٤) التنوين قراءة عاصم والكسائي ويعقوب ، وقرأ غيرهم بدون تنوين. النشر ٢٦٩/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٤١.