في «لما». وقد قرأ الزّهريّ «لما» مشدّدة منوّنة مصدر «لمّ». ولو جعلت «إن» في حال التخفيف بمعنى «ما» لرفعت «كلا» ، ولصار التشديد في «لما» على معنى «إلا» ، كما قال : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(١) بمعنى : ما كل نفس إلّا عليها ، على قراءة من شدّد (لَمَّا). وفي حرف أبيّ «وإن كلّ إلّا ليوفينّهم» ، «إن» بمعنى «ما». وقرأ الأعمش : «وإن كلّ إلّا ليوفينّهم» ، تجعل «إن» بمعنى «ما» و (لَمَّا) بمعنى «إلّا» ، وترفع «كلّ» بالابتداء في ذلك كلّه ، و (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) الخبر. وقد قيل : إنّ «ما» زائدة في قراءة من خفّف ، و (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)(٢) هو الخبر.
١١٦١ ـ قوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ) ـ ١١٦ ـ نصب (٣) على الاستثناء المنقطع. وأجاز الفراء (٤) الرفع على البدل من «أولو» ، وهو عنده مثل قوله : (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ)(٥) استثناء منقطع. ويجوز فيه الرفع على البدل عنده فيما قال :
وبلدة ليس بها أنيس |
|
إلّا اليعافير وإلا العيس (٦) |
فرفع اليعافير على البدل من أنيس ، وحقّه النصب ، لأنه استثناء منقطع من الكلام.
__________________
(١) سورة الطارق : الآية ٤ ، وانظر فقرة(٢٥١٥).
(٢) انظر هذه القراءات في تفسير القرطبي ١٠٥/٩ ؛ والبحر المحيط ٢٦٦/٥ ؛ والبيان ٢٨/٢ ـ ٣٠.
(٣) أي نصب «قَلِيلاً» ، وهذه الفقرة بتمامها موجودة في(ح)فقط.
(٤) معاني القرآن ٣٠/٢.
(٥) سورة يونس : الآية ٩٨ ، وانظر فقرة(١١٢٠).
(٦) راجع حاشية رقم ٣ ، ص ٣٣٧.