١٤٩ ـ هم ينذرون دمي وأنذر |
|
أن لقيت بأن أشدّا (١) |
وقال عنترة (٢) : [الكامل]
١٥٠ ـ الشاتمي عرضي ولم أشتمهما |
|
والنّاذرين إذا لم القهما دمي (٣) |
وقال (الّذين ينفقون أمولهم بالّيل والنّهار سرّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم) [الآية ٢٧٤] فجعل الخبر بالفاء إذ كان الاسم «الذي» وصلته فعل لأنه في معنى «من». و «من» يكون جوابها بالفاء في المجازاة لأن معناها «من ينفق ماله فله كذا». وقال (الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله ثمّ ماتوا وهم كفّار فلن يغفر الله لهم) [محمّد : الآية ٣٤] وقال (والّذين قتلوا فى سبيل الله فلن يضلّ أعملهم) [محمّد : الآية ٤] وهذا في القرآن والكلام كثير ومثله «الذي يأتينا فله درهم».
وقال (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب) [الآية ٢٧٩]. تقول : «قد أذنت منك بحرب» و «هو يأذن».
وقال (لا تظلمون ولا تظلمون) [الآية ٢٧٩] وقال بعضهم (لا تظلمون ولا تظلمون) [الآية ٢٧٩] كله سواء في المعنى.
وقال (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) [الآية ٢٨٠] يقول : «وإن كان ممّن تقاضون ذو عسرة فعليكم أن تنظروا إلى الميسرة» وقال بعضهم (فنظرة) [الآية ٢٨٠] وإن شئت لم تجعل ل «كان» خبرا مضمرا وجعلت «كان» بمنزلة : «وقع» وقال بعضهم (ميسره) وليست بجائزة لأنه ليس في الكلام «مفعل». ولو
__________________
(١) البيت لعمرو بن معدي كرب الزبيدي في ديوانه ص ٦٩.
(٢) هو عنترة بن عمرو بن شداد بن عمرو بن قراد بن مخزوم بن عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض ، شاعر بني عبس المشهور وفارسهم المغوار. ولد من أمة حبشية فورث لونها وبعض ملامحها ، عرف بعنترة الفلحاء ـ صفة لمشقوق الشفة. تنكّر له والده ، ولم يلحقه بنسبه شأن أولاد الإماء الذين لا يعترف بهم آباؤهم إلا إذا نجبوا. عاش عنترة يرعى الإبل ، وفتن بابنة عمه عبلة.
كانت له أيام مشهورة في حرب داحس والغبراء ، واشترك في يوم ذي قار سنة ٦١٠ م ، فجرح ثم مات متأثرا بجراحه سنة ٨ قبل الهجرة. (معجم الشعراء الجاهليين ص ٢٧٤ ـ ٢٧٥).
(٣) البيت لعنترة في ديوانه ص ٢٢٢ ، والأغاني ٩ / ٢١٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٩ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٥٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٥١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٢٢٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٠٩.