واحدا ، وذلك أن ما بين العشرة إلى الثلاثة يكون جماعة نحو : «ثلاثة رجال» و «عشرة رجال» ثم جعلوه في «المئين» واحدا.
وقال (من بعد وصيّة يوصى بهآ) [الآية ١٢] لأنه ذكر الرجل حين قال (وورثه أبواه) [الآية ١١] وقال بعضهم (يوصي) وكلّ حسن. ونظير (يوصي) بالياء قوله :
(توصون) [الآية ١٢] و (يوصين) حين ذكرهن ، واحتج الذي قال (يوصي) بالياء بقوله (غير مضارّ وصيّة مّن الله) فنصب (وصيّة) و (فريضة مّن الله) كما نصب (كتبا مّؤجّلا) [آل عمران : الآية ١٤٥]. وقال (وإن كان رجل يورث كللة) [النّساء : الآية ١٢] ولو قرئت (يورث) [الآية ١٢] كان جيدا وتنصب (كللة) وقد ذكر عن الحسن ، فإن شئت نصبت (كللة) على خبر (كان) وجعلت (يورث) من صفة الرجل ، وإن شئت جعلت (كان) تستغني عن الخبر نحو «وقع» ، وجعلت نصب (كللة) على الحال ، أي : «يورث كلالة» كما تقول : «يضرب قائما». قال الشاعر في «كان» التي لا خبر لها : [الطويل]
١٧٠ ـ فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي |
|
إذا كان يوم ذو كواكب أشهب (١) |
قال (وإن كان رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكلّ واحد مّنهما) [الآية ١٢] يريد من المذكورين. ويجوز أن نقول للرجل إذا قلت «زيد أو عمر منطلق» : «هذان رجلا سوء» أي : اللذان ذكرت.
وقال (ولا تنكحوا ما نكحءابآؤكم مّن النّساء إلّا ما قد سلف) [الآية ٢٢] لأن معناه : فإنكم تؤخذون به. فلذلك قال : (إلّا ما قد سلف) [الآية ٢٢] ، أي : فليس عليكم جناح. ومثل هذا في كلام العرب كثير ، تقول : «لا نصنع ما صنعت» «ولا نأكل ما أكلت».
وقال (ومن لّم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنت) [الآية ٢٥] على «ومن لم يجد طولا أن ينكح» يقول «إلى أن ينكح» لأن حرف الجر يضمر مع «أن».
__________________
(١) البيت لمقاس العائذي في الأزهية ص ١٨٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٥٢ ، وشرح المفصل ٧ / ٩٨ ، والكتاب ١ / ٤٧ ، ولسان العرب (كون) ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٣٥ ، ولسان العرب (شهب) ، (ظلم) ، والمقتضب ٤ / ٩٦.