كأنه قال : «فإنّ الله له غفور رحيم». كما تقول : «عبد الله ضربت» تريد : ضربته. قال الشاعر : [الوافر]
١٨١ ـ ثلاث كلّهنّ قتلت عمدا |
|
فأخزى الله رابعة تعود (١) |
وقال الآخر : [الرجز]
١٨٢ ـ قد أصبحت أم الخيار تدّعي |
|
عليّ ذنبا كلّه لم أصنع (٢) |
وقال (ماذا أحلّ) [الآية ٤] فإن شئت جعلت «ذا» بمنزلة «الذي» وإن شئت جعلتها زائدة كما قال الشاعر : [البسيط]
١٨٣ ـ يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم |
|
لا يستفقن إلى الديرين تحنانا (٣) |
فـ «ذا» لا تكون ها هنا إلّا زائدة. إذ لو قلت : «ما الذي بال نسوتكم» لم يكن كلاما.
وقال (الجوارح) [الآية ٤] وهي الكواسب كما تقول : «فلان جارحة أهله» و «ما لهم جارحة» أي : ما لهم مماليك «ولا حافرة».
وقال (فكلوا ممّا أمسكن عليكم) [الآية ٤] فأدخل (مّن) كما أدخله في قوله : «كان من حديث» و «قد كان من مطر». وقوله (ويكفّر عنكم مّن سيّئاتكم) [البقرة : الآية ٢٧١] و (وينزّل من السّماء من جبال فيها من برد) [النور : ٤٣]. وهو فيما فسر «ينزّل من السّماء جبالا فيها برد». وقال بعضهم (وينزّل من السّماء من جبال فيها من برد) [النّور : الآية ٤٣] أي : في السّماء جبال من برد. أي : يجعل الجبال من برد في
__________________
(١) البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٢٨١ ، وتذكرة النحاة ص ٦٤١ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٦٦ ، و ٥ / ١٧٠ ، ٦ / ٢٧٣ ، والكتاب ١ / ٨٦.
(٢) الرجز لأبي النجم في تخليص الشواهد ص ٢٨١ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٥٩ ، والدرر ٢ / ١٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٤ ، ٤٤١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٤٤ ، وشرح المفصل ٦ / ٩٠ ، والكتاب ٨٥١ ، والمحتسب ١ / ٢١١ ، ومعاهد التنصيص ١ / ١٤٧ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٠١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٤ ، وتاج العروس (خير) ، وبلا نسبة في الأغاني ١٠ / ١٧٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٠ ، و ٦ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، والخصائص ٢ / ٦١ ، وشرح المفصل ٢ / ٣٠ ، والكتاب ١ / ١٢٧ ، ١٣٧ ، ١٤٦ ، والمقتضب ٤ / ٢٥٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٧.
(٣) البيت لجرير في ديوانه ص ١٦٧ ، والجنى الداني ص ٢٤٠ ، والدرر ١ / ٢٧٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٨١ ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص ٣٠١ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٤.