وقال (ولا طئر يطير بجناحيه إلّا أمم أمثالكم) [الآية ٣٨] يريد : جماعة أمة.
وقال (فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلّما فى السّمآء) [الآية ٣٥] ولم يقل «فافعل» وذلك أنّه أضمر. وقال الشاعر : [الخفيف]
فبحظّ ممّا تعيش ولا تذ |
|
هب بك التّرّهات في الأهوال (١) |
فأضمر «فعيشى».
وقال (أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم السّاعة أغير الله تدعون) [الآية ٤٠] فهذا الذي بعد التاء من قوله : (أرءيتكم) [الآية ٤٠] إنما جاء للمخاطبة. وترك التاء مفتوحة كما كانت للواحد ، وهي مثل كاف «رويدك زيدا» إذا قلت : «أرود زيدا». فهذه الكاف ليس لها موضع فتسمى بجر ولا رفع ولا نصب ، وإنما هي من المخاطبة مثل كاف «ذاك». ومثل ذلك قول العرب : «أبصرك زيدا» يدخلون الكاف للمخاطبة وإنما هي «أبصر زيدا».
وقال (أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم) [الآية ٤٦] ثم قال (يأتيكم به) [الآية ٤٦] حمله على السمع أو على ما أخذ منهم.
وقال (فتطردهم فتكون من الظّلمين) [الآية ٥٢] فالأولى أن ينصب جوابا لقوله (ما عليك من حسابهم من شيء فتطردهم) [الآية ٥٢] والأخرى أن ينصب بقوله (ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم) [الآية ٥٢] (فتكون من الظّلمين) [الآية ٥٢].
وقال (كتب ربّكم على نفسه الرّحمة إنّه من عمل) [الآية ٥٤] و (أنّه) [الآية ٥٤] (من عمل منكم سوءا بجهلة ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رّحيم) [الآية ٥٤] فقوله (أنّه) بدل من قوله (الرّحمة) أي : كتب أنّه من عمل. وقوله (فإنّه) على الابتداء أي : فله المغفرة والرّحمة فهو غفور رحيم. وقال بعضهم (فأنّه) أراد به الاسم وأضمر الخبر. أراد «فأنّ».
وقال (ولتستبين سبيل المجرمين) [الآية ٥٥] لأنّ أهل الحجاز يقولون : «هي السّبيل» وقال بعضهم (ولتستبين) [الآية ٥٥] يعني النبي صلىاللهعليهوسلم. وقال بعضهم (وليستبين سبيل) في لغة بني تميم.
وقال (قد ضللت إذا) [الآية ٥٦] وقال بعضهم (ضللت) [الآية ٥٦] وهما لغتان. من قال «ضللت» قال «تضلّ» ومن قال «ضللت» قال «تضلّ» ونقرأ بالمفتوحة.
__________________
(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٣٢.