«وقرت». قال الشاعر : [الرمل]
١٩٢ ـ وكلام سيّىء قد وقرت |
|
أذني منه وما بي من صمم (١) |
وقال (أسطير الأوّلين) [الآية ٢٥] فبعضهم يزعم أنّ واحدة «أسطورة» وبعضهم «إسّطارة» ، ولا أراه إلّا من الجمع الذي ليس له واحد نحو «عباديد» و «مذاكير» و «أبابيل». وقال بعضهم : «واحد الأبابيل» : «إبّيل» ، وقال بعضهم : «إبّول» مثل : «عجّول» ولم أجد العرب تعرف له واحدا. فأمّا «الشّماطيط» فإنهم يزعمون أنّ واحده «شمطاط». وكل هذه لها واحد إلا أنه ليس يستعمل ، ولم يتكلّم به لأن هذا المثال لا يكون إلا جميعا. وسمعت العرب الفصحاء يقولون : «أرسل إبله أبابيل» يريدون «جماعات» فلم يتكلّم لها بواحد.
وأمّا قوله (وينئون عنه) [الآية ٢٦] فإنه من : «نأيت» «ينأى» «نأيا».
وقال (ولا نكذّب بايات ربّنا ونكون من المؤمنين) [الآية ٢٧] نصب لأنّه جواب للتمني وما بعد الواو كما بعد الفاء ، وإن شئت رفعت وجعلته على مثل اليمين ، كأنهم قالوا «ولا نكذّب والله بآيات ربّنا ونكون والله من المؤمنين». هذا إذا كان ذا الوجه منقطعا من الأول. والرفع وجه الكلام وبه نقرأ الآية وإذا نصب جعلها واو عطف ، فكأنهم قد تمنوا ألا يكذبوا وأن يكونوا. وهذا ـ والله أعلم ـ لا يكون ، لأنهم لم يتمنوا الإيمان إنما تمنوا الرد وأخبروا أنهم لا يكذبون ويكونون من المؤمنين.
وقال (ألا سآء ما يزرون) [الآية ٣١] لأنه من «وزر» «يزر» «وزرا» ويقال أيضا : «وزر» ف «هو موزور». وزعم يونس أنهما جميعا يقالان.
وقال (قد نعلم إنّه ليحزنك) [الآية ٣٣] بكسر «إنّ» لدخول اللام الزائدة بعدها.
وقال (ولقد جآءك من نّبإى المرسلين) [الآية ٣٤] كما تقول : «قد أصابنا من مطر» و «قد كان من حديث».
وقال (نفقا فى الأرض أو سلّما فى السّماء) [الآية ٣٥] ف «النفق» ليس من «النفقة» ولكنه من «النّافقاء» ، يريد دخولا في الأرض.
__________________
(١) البيت للمثقب العبدي في ديوانه ص ٢٣٠ ، ولسان العرب (زعم) ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٢٧٢ ، وبلا نسبة في أساس البلاغة (وقر) ، وكتاب العين ٥ / ٢٠٦.