و (ولكن كانوا هم الظالمون) و (تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرا) كما تقول «كانوا آباؤهم الظالمون» وإنما جعلوا هذا المضمر نحو قولهم «هو» و «هما» و «أنت» زائدا في هذا المكان ولم يجعل في مواضع الصفة لأنه فصل أراد أن يبين به أنه ليس بصفة ما بعده لما قبله ولم يحتج إلى هذا في الموضع الذي لا يكون له خبر.
وقال (وما لهم ألّا يعذّبهم الله) [الآية ٣٤] ف (أن) ها هنا زائدة ـ والله أعلم ـ وقد عملت ، وقد جاء في الشعر ، قال : [البسيط]
لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها |
|
إليّ لامت ذوو أحسابها عمرا (١) |
وقوله (ولو تواعدتّم لاختلفتم فى الميعد ولكن لّيقضى الله أمرا كان مفعولا) [الآية ٤٢] وأمر الله كله مفعول ولكن أراد أن يقص الاحتجاج عليهم وقطع العذر قبل إهلاكهم.
وقال (وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكآء وتصدية) [الآية ٣٥] نصب على خبر «كان».
وقال (ليميّز الله الخبيث من الطّيّب) [الآية ٣٧] جعله من «ميّز» مثقلة ، وخففها بعضهم فقال (ليميز) [الآية ٣٧] من «ماز» «يميز» وبها نقرأ.
وقال (إذ أنتم بالعدوة الدّنيا) [الآية ٤٢] وقال بعضهم (بالعدوة) [الآية ٤٢] وبها نقرأ وهما لغتان. وقال بعض العرب الفصحاء : «العدية» فقلب الواو ياء كما تقلب الياء واوا في نحو «شروى» و «بلوى» لأن ذلك يفعل بها فيما هو نحن من ذا نحو «عصيّ» و «أرض مسنيّة» وفي قولهم «قنية» لأنها من «قنوت».
وقال (والرّكب أسفل منكم) [الآية ٤٢] فجعل «الأسفل» ظرفا ولو شئت قلت (أسفل منكم) [الآية ٤٢] إذا جعلته (الركب) ولم تجعله ظرفا.
وقال (ويحيى من حىّ عن بيّنة) [الآية ٤٢] فألزم الإدغام إذ صار في موضع يلزمه الفتح فصار مثل باب التضعيف. فإذا كان في موضع لا يلزمه الفتح لم يدغم نحو (بقدر على أن يحيى الموتى) [الأحقاف : الآية ٣٣] إلا أن تشاء أن تخفي وتكون في زنة متحرك لأنها لا تلزمه لأنك تقول (تحى) فتسكن في الرفع وتحذف في الجزم ، فكل هذا يمنعه الإدغام. وقال بعضهم (من حيي عن بيّنة) ولم يدغم
__________________
(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٤٧.