وقال (وكلمة الله هى العليا) [الآية ٤٠] لأنه لم يحمله على (جعل) وحمله على الابتداء.
وقال (ولكن كره الله انبعاثهم) [الآية ٤٦] جعله من «بعثته» ف «انبعث» وسمعت من العرب من يقول : «لو دعينا لاندعينا». وتقول : «انبعث انبعاثا» أي : «بعثته» ف «انبعث انبعاثا» وتقول : «انقطع به» إذا تكلم فانقطع به ولا تقول «قطع به».
وقال (انفروا خفافا وثقالا) [الآية ٤١] في هذه الحال. إن شئت (انفروا) في لغة من قال «ينفر» وإن شئت (انفروا).
وقال (عفا الله عنك لم أذنت لهم) [الآية ٤٣] لأنّه استفهام أي : «لأيّ شيء».
وقال (لو يجدون ملجا أو مغرت أو مدّخلا) [الآية ٥٧] لأنه من «ادّخل» «يدّخل» وقال بعضهم (مدخلا) جعله من «دخل» «يدخل» وهي فيما أعلم أردأ الوجهين. ويذكرون أنها في قراءة أبي (١) (مندخلا) أراد شيئا بعد شيء. وإنما قال (مغرت) [الآية ٥٧] لأنها من «أغار» فالمكان «مغار» قال الشاعر : [البسيط]
الحمد لله ممسانا ومصبحنا |
|
بالخير صبحنا ربّي ومسّانا (٢) |
لأنّها من «أمسى» و «أصبح» وإذا وقفت على «ملجأ» قلت «ملجأا» لأنه نصب منون فتقف بالألف نحو قولك «رأيت زيدا».
وقال (ثانى اثنين) [الآية ٤٠] وكذلك «ثالث ثلاثة» وهو كلام العرب. وقد يجوز «ثاني واحد» و «ثالث اثنين» وفي كتاب الله (ما يكون من نّجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم ولا خمسة إلّا هو سادسهم) [المجادلة : ٧] (سيقولون ثلاثة رّابعهم كلبهم) [الكهف : ٢٢] و (خمسة سادسهم كلبهم) [الكهف : الآية ٢٢] و (سبعة وثامنهم كلبهم) [الكهف : الآية ٢٢].
وقال (ومنهم مّن يلمزك) [الآية ٥٨] وقال بعضهم (يلمزك).
__________________
(١) أبي : هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد ، من بني النجار ، من الخزرج ، صحابي أنصاري ، كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود ، توفي سنة ٢١ ه (الأعلام ١ / ٨٢).
(٢) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٧١.