المؤمنين) [الآية ٢٢٣] لأن قوله ـ والله أعلم ـ (التّئبون) [الآية ١١٢] إنما هو تفسير لقوله (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم) [الآية ١١١] ثم فسر فقال «هم التّائبون».
ثم قال (ما كان للنّبىّ والّذينءامنوا أن يستغفروا للمشركين) [الآية ١١٣] يقول «وما كان لهم استغفار للمشركين» وقال (وما كان لنفس أن تؤمن إلّا بإذن الله) [يونس : ١٠٠]. أي ما كان لها الإيمان إلا بإذن الله.
وقال (إلّا عن مّوعدة وعدها إيّاه) [الآية ١١٤] يريد «إلّا من بعد موعدة» كما تقول : «ما كان هذا الشرّ إلّا عن قول كان بينكما» أي : عن ذلك صار.
وقال (من بعد ما كاد يزيغ قلوب) [الآية ١١٧] وقال بعضهم (تزيغ) جعل في (كاد) و (كادت) اسما مضمرا ورفع القلوب على (تزيغ) وإن شئت رفعتها على (كاد) وجعلت (تزيغ) حالا وإن شئت جعلته مشبها ب «كان» فأضمرت في (كاد) اسما وجعلت (تزيغ قلوب) في موضع الخبر.
وقال (وظنّوا أن لّا ملجأ) [الآية ١١٨] وهي هكذا إذا وقفت عليها ولا تقول (ملجأا) لأنه ليس ها هنا نون. ألا ترى أنك لو وقفت على «لا خوف» لم تلحق ألفا. وأمّا «لو يجدون ملجأا» فالوقف عليه بالألف لأن النصب فيه منون.
وقال (وليجدوا فيكم غلظة) [الآية ١٢٣] وبها نقرأ. وقال بعضهم (غلظة) وهما لغتان.
وقال (أيّكم زادته هذه إيمنا) [الآية ١٢٤] ف «أيّ» مرفوع بالابتداء لسقوط الفعل على الهاء فإن قلت : «ألا تضمر في أوله فعلا» كما قال (أبشرا مّنّا وحدا) [القمر : الآية ٢٤] فلأن قبل «بشر» حرف استفهام وهو أولى بالفعل و (أيّ) استغنى به عن حرف الاستفهام فلم يقع قبله شيء هو أولى بالفعل فصارت مثل قولك «زيد ضربته». ومن نصب «زيدا ضربته» في الخبر نصب «أيّ» ها هنا.
وقال (نّظر بعضهم إلى بعض هل يراكم مّن أحد) [الآية ١٢٧] كأنه قال «قال بعضهم لبعض» لأن نظرهم في هذا المكان كان إيماء أو شبيها به ، والله أعلم.
وقال (عزيز عليه ما عنتّم) [الآية ١٢٨] جعل (ما) اسما و (عنتّم) من صلته.
وقال (خلطوا عملا صلحا وءاخر سيّئا) [الآية ١٠٢] فيجوز في العربية أن تكون «بآخر» كما تقول : «استوى الماء والخشبة» أي : «بالخشبة» و «خلطت الماء واللّبن» أي «بالّلبن».