وقال (فبشّرنها بإسحق ومن ورآء إسحق يعقوب) [الآية ٧١] رفع على الابتداء وقد فتح على (وبيعقوب من وراء إسحاق) ولكن لا ينصرف.
وقال (قالت يويلتىءألد وأنا عجوز) [الآية ٧٢] فإذا وقفت قلت (يا ويلتاه) لأن هذه الألف خفيفة وهي مثل ألف الندبة ؛ فلطفت من أن تكون في السكت وجعلت بعدها الهاء ليكون أبين لها وأبعد للصوت. وذلك أن الألف إذا كانت بين حرفين كان لها صدى كنحو الصوت يكون في جوف الشيء فيتردد فيه فيكون أكثر وأبين. ولا تقف على ذا الحرف في القرآن كراهية خلاف الكتاب. وقد ذكر أنه يوقف على ألف الندبة فإن كان هذا صحيحا وقفت على الألف.
وقال (وهذا بعلى شيخا) [الآية ٧٢] وفي قراءة ابن مسعود (شيخ) ويكون على أن تقول «هو شيخ» كأنه فسر بعد ما مضى الكلام الأول أو يكون أخبر عنهما خبرا واحدا كنحو قولك «هذا أخضر أحمر» أو على أن تجعل قولها (بعلي) بدلا من (هذا) فيكون مبتدأ ويصير «الشيخ» خبره وقال الشاعر : [الرجز]
من يك ذا بتّ فهذا بتّي |
|
مقيّظ مصيّف مشتّي (١) |
وقال (فلمّا ذهب عن إبرهيم الرّوع) [الآية ٧٤] وهو الفزع. ويقال «أفرخ روعك» و «ألقي في روعي» أي : في خلدي. [ف] «الروع» : القلب والعقل. و «الرّوع» : الفزع.
وقال (هؤلآء بناتى هنّ أطهر لكم) [الآية ٧٨] رفع ، وكان عيسى (٢) يقول (هنّ أطهر لكم) وهذا لا يكون إنما ينصب خبر الفعل الذي لا يستغني عن خبر إذا كان بين الاسم وخبره هذه الأسماء المضمرة التي تسمى الفصل يعني : «هي» و «هو» و «هنّ» وزعموا أن النصب قراءة الحسن أيضا.
وقال (فاتّقوا الله ولا تخزون فى ضيفى) [الآية ٧٨] لأنّ «الضيف» : يكون واحدا ويكون جماعة. تقول : «هؤلاء ضيفي» و «هذا ضيفي» كما تقول : «هؤلاء جنب» و «هذا جنب» ، و «هؤلاء عدوّ» و «هذا عدوّ».
وقال (لو أنّ لى بكم قوّة) [الآية ٨٠] وأضمر «لكان».
وقال (إلّا امرأتك) [الآية ٨١] يقول (فأسر بأهلك) [الآية ٨١] (إلّا
__________________
(١) تقدم الرجز مع تخريجه برقم ٢٢.
(٢) عيسى : هو عيسى بن عمر الثقفي ، تقدمت ترجمته.