قبلها الياء ، ترك الهاء مضمومة إذا كان قبلها الياء الساكنة. ومن كان من لغته إلحاق الياء ترك الهاء مكسورة إذا كان قبلها الياء الساكنة. وكذلك إذا كان قبل الهاء ألف ساكنة أو واو فإنه يحذف الواو التي تكون بعد الهاء ، ولكن الهاء لا تكون إلا مضمومة نحو (فألقى موسى عصاه) [الشعراء : ٤٥] وقوله (فكذّبوه) [الأعراف : الآية ٦٤] وقوله (فأنجيناه) [الأعراف : ٦٤] وأشباه هذا في القرآن كثير.
ومن العرب من يتم لأن ذلك من الأصل فيقول «فكذّبوهو» «فأنجيناهو» «وألقى موسى عصاهو» و «لا ريب فيهو هدى للمتقين» وهي قراءة أهل المدينة. وقد قال قوم (إنّى لكم مّنه نذير مّبين) [الذّاريات : الآية ٥٠] فألقوا الواو وشبهوا الساكن بالياء والواو والألف. وهذا ليس بجيّد في العربية ، وأجوده «منهو نذير» تلحق الواو وإن كانت لا تكتب. وكل هذا إذا سكت عليه لم تزد على الهاء شيئا.
ولا تكسر هذه الهاء إلا أن تكون قبلها ياء ساكنة ، أو حرف مكسور. وإنما يكسر بنو تميم. فأما أهل الحجاز فإنهم يضمون بعد الكسر وبعد الياء أيضا قال (ثمّ اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظلمون) [الآية ٥١]. وأهل الحجاز يقولون «من بعدهو» فيثبتون الواو في كل موضع.
ومن العرب من يحذف الواو والياء في هذا النحو أيضا ، وذلك قليل قبيح ، يقول : «مررت به قبل» و «به قبل» يكسرون ويضمون ، ولا يلحقون واوا ولا ياء ، ويقولون «رأيته قبل» فلا يلحقون واوا. وقد سمعنا بعض ذلك من العرب الفصحاء.
قد قرأ بعض القراء «فيه هدى» فأدغم الهاء الأولى في هاء «هدى» لأنهما التقتا وهما مثلان.
وزعموا أن من العرب من يؤنث «الهدى». ومنهم من يسكن هاء الإضمار للمذكر. قال الشاعر : [الطويل]
٩ ـ فظلت لدى البيت العتيق أخيله |
|
ومطواي مشتاقان له أرقان (١) |
__________________
(١) البيت ليعلى بن الأحول الأزدي في خزانة الأدب ٥ / ٢٦٩ ، ٢٧٥ ، ولسان العرب (مطا) ، (ها) ، وبلا نسبة في الخصائص ١ / ١٢٨ ، ٣٧٠ ، ورصف المباني ص ١٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٢٧ ، والمحتسب ١ / ٢٤٤ ، والمقتضب ١ / ٣٩ ، ٢٦٧ ، والمنصف ٣ / ٨٤. ويروى : «أريغه» بدل : «أخيله».