وجعل الحرف الذي قبلها ياء ولم يقل «علاي» ولا «لداي» كما تقول «على زيد» و «لدى زيد» ليفرقوا بينه وبين الأسماء ، لأن هذه ليست بأسماء. و «عصاي» و «هداي» و «قفاي» أسماء. وكذلك (أفتونى فى رءيى) [يوسف : الآية ٤٣] و (يا بشراي هذا غلام) [يوسف : ١٩] لأنّ آخر «بشرى» ساكن.
وقال بعضهم «يا بشراي هذا غلام» لا يريد الإضافة ، كما تقول «يا بشارة».
فإذا لم يكن الحرف ساكنا كنت في الياء بالخيار ، إن شئت أسكنتها وإن شئت فتحتها نحو (إنّى أنا الله) [القصص : الآية ٣٠] و (إنّى أنا الله) [القصص : الآية ٣٠] ، و (لمن دخل بيتي مؤمنا) [نوح : ٢٨] و (بيتى) و (ولم يزدهم دعائي إلا فرارا) [نوح : ٦] و (دعاءى إلّا) [نوح : الآية ٦]. وكذلك إذا لقيتها ألف ولام زائدتان. فإن شئت حذفت الياء لاجتماع الساكنين ، وإن شئت فتحتها كيلا يجتمع حرفان ساكنان. إلا ان أحسن ذلك الفتح نحو قول الله تبارك وتعالى (جاءنى البيّنت من رّبّى) [غافر : الآية ٦٦] و (ونعمتي التي) [البقرة : ٤٠ و٤٧ و١٢٢] وأشباه هذا. وبه نقرأ.
وإن لقيته أيضا ألف وصل بغير لام فأنت فيه أيضا بالخيار إلّا أن أحسنه في هذا الحذف وبها نقرأ (إنّى اصطفيتك على النّاس) [الأعراف : الآية ١٤٤] و (هرون أخى (٣٠) اشدد به أزرى) (٣١) [طه : ٣٠ ، ٣١].
فإذا كان شيء من هذا الدعاء حذفت منه الياء نحو (يعباد فاتّقون) [الزّمر : الآية ١٦] و (ربّ قدءاتيتنى من الملك) [يوسف : الآية ١٠١] و (رّبّ إمّا ترينّى ما يوعدون) [المؤمنون : الآية ٩٣].
ومن العرب من يحذف هذه الياءات في الدعاء وغيره من كل شيء. وذلك قبيح قليل إلا ما في رؤوس الآي ، فإنه يحذف الوقف. كما تحذف العرب في أشعارها من القوافي نحو قوله : [الطويل]
٤٤ ـ أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا |
|
حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض (١) |
وقوله : [الوافر]
__________________
(١) البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٦٦ ، والدرر ٣ / ٦٧ ، والكتاب ١ / ٣٤٨ ، ولسان العرب (حنن) ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٠ ، وتاج العروس (حنن) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٢٧٣ ، وشرح المفصل ١ / ١١٨ ، والمقتضب ٣ / ٢٢٤.