يريد : «لتفد» ، وهذا قبيح. وقال : «تق الله امرؤ فعل كذا وكذا» ومعناه : «ليتّق الله». فاللفظ يجيء كثيرا مخالفا للمعنى. وهذا يدل عليه. قال الشاعر في ضمير اللام : [الطويل :
٥١ ـ على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي |
|
لك الويل حرّ الوجه أو يبك من بكى (١) |
يريد «ليبك من بكى» فحذف وسمعت من العرب من ينشد هذا البيت بغير لام : [الطويل]
٥٢ ـ فيبك على المنجاب أضياف قفرة |
|
سروا وأسارى لم تفكّ قيودها (٢) |
يريد : «فليبك» فحذف اللام.
باب تفسير أنا وأنت وهو
وأما قوله (وإيّى فارهبون) [الآية ٤٠] و (وإيّى فاتّقون) [الآية ٤١] فقال (وإيّى) [الآية ٤٠] وقد شغلت الفعل بالاسم المضمر الذي بعده الفعل. لأن كل ما كان من الأمر والنهي في هذا النحو فهو منصوب نحو قولك : «زيدا فاضرب أخاه». لأن الأمر والنهي مما يضمران كثيرا ويحسن فيهما الإضمار ، والرفع أيضا جائز على أن لا يضمر. قال الشاعر : [الطويل]
٥٣ ـ وقائلة خولان فانكح فتاتهم |
|
وأكرومة الحيّين خلو كما هيا (٣) |
__________________
ـ الإعراب ١ / ٣٩١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٧٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٩٧ ، وشرح المفصل ٧ / ٣٥ ، ٦٠ ، ٦٢ ، ٩ / ٢٤ ، والكتاب ٣ / ٨ ، واللامات ص ٩٦ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٢٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤١٨ ، والمقتضب ٢ / ١٣٢ ، والمقرب ١ / ٢٧٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٥.
(١) البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص ٨٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٩٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٩٩ ، والكتاب ٣ / ٩ ، ولسان العرب (لوم) ، ومعجم ما استعجم ص ٢٦١ ، ١٠٣٣ ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٥٣٢ ، ورصف المباني ص ٢٢٨ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٣٩١ ، وشرح المفصل ٧ / ٦٠ ، ٦٢ ، ولسان العرب (بعض) ، والمقتضب ٢ / ١٣٢ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٢٥.
(٢) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٣) البيت بلا نسبة في الأزهية ص ٢٤٣ ، وأوضح المسالك ٢ / ١٦٣ ، والجنى الدني ص ٧١ ، وخزانة الأدب ١ / ٣١٥ ، ٤٥٥ ، ٤ / ٣٦٩ ، ٨ / ١٩ ، ١١ ، ٣٦٧ ، والدرر ٢ / ٣٦ ، والرد على النحاة ص ١٠٤ ، ورصف المباني ص ٣٨٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤١٣ ، وشرح الأشموني ١ / ١٨٩ ، وشرح التصريح ١ / ٣٩٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٨٦ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٦٨ ، ٢ / ٨٧٣ ، وشرح المفصل ١ / ١٠٠ ، ٨ / ٩٥ ، والكتاب ١ / ١٣٩ ، ١٤٣ ، ولسان العرب ـ