و (أرءيت إن كان على الهدى) (١١) [العلق : الآية ١١] وما كان من «أرأيت» في هذا المعنى ففيه لغتان ، منهم من يهمز ومنهم من يقول «أريت». وإنما يفعل هذا في «أرأيت» هذه التي وضعت للاستفهام لكثرتها. فأما «أرأيت زيدا» إذا أردت «أبصرت زيدا» فلا يتكلم بها إلّا مهموزة أو مخففة. ولا يكاد يقال «أريت» لأنّ تلك كثرت في الكلام فحذفت كما حذفت في «أمانّه ظريف» يريدون : «أما إنّه ظريف» فيحذفون ويقولون أيضا «لهنّك لظريف» يريدون : «إنّك لظريف». ولكن الهمزة حذفت كما حذفوا في قولهم : [البسيط]
٨١ ـ لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب |
|
عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني (١) |
وقال الشاعر : [الكامل]
٨٢ ـ أرأيت إن أهلكت مالي كلّه |
|
وتركت ما لك فيم أنت تلوم (٢) |
فهمز. وقال الآخر : [المتقارب]
٨٣ ـ أريت امرءا كنت لم أبله |
|
أتاني وقال اتّخذني خليلا (٣) |
فلم يهمز. وقال : [الكامل]
٨٤ ـ يا خاتم النّباء إنّك مرسل |
|
بالحقّ كلّ هدى السّبيل هداكا (٤) |
__________________
(١) البيت لذي الإصبع العدواني في أدب الكاتب ص ٥١٣ ، والأزهية ص ٢٧٩ ، وإصلاح المنطق ص ٣٧٣ ، والأغاني ٣ / ١٠٨ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٥٢ ، وجمهرة اللغة ص ٥٩٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، والدرر ٤ / ١٤٣ ، وسمط اللآلي ص ٢٨٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٠ ، ولسان العرب (فضل) ، (دين) ، (عنن) ، (لوه) ، (خزا) ، والمؤتلف والمختلف ص ١١٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٤٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٦ ، ولكعب الغنوي في الأزهية ص ٩٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٦٣ ، والإنصاف ١ / ٣٩٤ ، وأوضح المسالك ٣ / ٤٣ ، والجنى الداني ص ٢٤٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٢٤ ، والخصائص ٢ / ٢٨٨ ، ورصف المباني ص ٢٥٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٣.
(٢) البيت للمتوكل بن عبد الله بن نهشل الليثي من شعراء صدر الدولة الأموية في مجاز القرآن ٢ / ١١.
(٣) البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص ٥٣ ، والأغاني ١٢ / ٣١٥ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٨٣ ، ١١ / ٣٧٩ ، ٣٨١ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٣٧ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣١٤.
(٤) البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص ٩٥ ، والكتاب ٣ / ٤٦٠ ، ولسان العرب (نبأ) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٠٢٨ ، والمقتضب ٢ / ٢١٠.