السيد المرتضى :
لقد برز في مدرسة شيخنا المفيد رجال وعباقرة في العلم منهم :
السيد الأجل المرتضى علم الهدى ، قال العلامة الطهراني في ترجمته :
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم «ع» السيد الشريف المرتضى علم الهدى أبو القاسم أخو الشريف الرضي الأكبر منه فانّه ولد (٣٥٥) وولد الرضي (٣٥٩) ، وتوفي المرتضى في الثمانين من عمره في (٤٣٦) ، ويقال له : الثمانيني. كان عماد الشيعة ، ونقيب الطالبيين ببغداد ، وأمير الحاج والمظالم بعد أخيه الرضي ، وهو منصب والدهما.
وكان يدرّ على تلاميذه ، فعلى أبي جعفر الطوسي يدر كلّ شهر اثنى عشر دينارا ، وعلى القاضي ابن البرّاج ثمانية دنانير ، وعمدة مشايخه المفيد ، ومع ذلك فقد روى هو عن بعض مشايخ المفيد أيضا ،
منهم : أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني البغدادي المتوفى (٣٧٨) ، فانّه يروي عنه كثيرا ، منها «حديث خطبة الزهراء «ع» ، رواه عنه في «الشافي» (١).
وقال السيد حسن الصدر (رحمهالله) :
صنّف في علم أصول الفقه كتبا عديدة ، منها «الذريعة في علم أصول الشريعة» في جزءين لم يصنّف مثله جمعا ولا تحقيقا ، استوفى فيه كلّ مباحثه ، وتعرّض لنقل الأقوال في مسائله ، وحقّق الحقّ فيها ، وكان هذا الكتاب هو المرجع في هذا العلم ، والذي يقرؤه الناس الى زمان المحقّق نجم الدين الحلّي ، فلمّا صنّف «المعارج» وكان كتابه سهل العبارة والمأخذ عكفت الطلبة عليه ، وإن كان كتاب السيد المسمّى ب «الذريعة» الى اليوم من أشهر الكتب في أصول الفقه عند الشيعة وأحسنها ، ومنها كتاب «المسائل الخلاف» في أصول الفقه ، وكتاب «ابطال القياس» ، وغير ذلك
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة «النابس في القرن الخامس» / ١٢٠.