استقصاها الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب «الفهرست» (١).
فلم يكن قبل السيد في أصول الفقه إلّا رسائل مختصرة ، فلمّا أن جاء دور السيد فألّف كتاب «الذريعة» في الأصول سنة (٤٣٠) كما في «الذريعة لآغابزرك» فكان هذا الكتاب حاويا لأمّهات مسائل (هذا العلم) قال في أوّله : انّي رأيت أن أملي كتابا متوسطا في أصول الفقه ، لا ينتهي بتطويل الى الاضلال ، ولا باختصار الى الاخلال ... وأخص مسائل الخلاف بالاستيفاء ، فان مسائل الوفاق يقل الحاجة فيها الى ذلك.
وقد حرّره العلامة الحلّي وسمّاه «النكت البديعة في تحرير الذريعة». ولخّصه فريد خراسان أبي الحسن علي بن أبي القاسم زيد بن محمد البيهقي (٤٩٩ ـ ٥٦٥) وسمّاه «تلخيص مسائل الذريعة». وقد كتبوا له شروحا :
(منها) «شرح مسائل الذريعة» للشيخ عماد الدين الطبري مؤلف «بشارة المصطفى». و (منها) شرح السيد كمال الدين المرتضى بن المنتهى بن الحسين بن علي الحسيني المرعشي من مشايخ الشيخ منتجب الدين (٢) ، ومن أهم مؤلفات السيد انّه ألّف في أصول الدين «الشافي» ألّفه في نقد كتاب «المغني من الحجاج» للقاضي عبد الجبار المعتزلي كان معاصرا للسيد.
ولخّصه الشيخ الطوسي وسمّاه ب «تلخيص الشافي» بحث فيه : الفروق بين الزيدية والامامية ، والمعتزلة والامامية ، وتكذيب ما يتّهم به الامامية من القول بزيادة علم الامام على النبي ، والقول بأنّه لو لا الامام ما قامت السموات ، واتهامهم بدعواهم انّ المعارف كلّها ضرورية ، ورأي الامامية في البداء ، والفرق بين الاجماع لدى الامامية وغيرهم ، وعدم وجوب علم الامام بالبواطن ممّا لا يجب العلم به (٣).
وألّف في فروع الفقه «الناصريات» فهو يشتمل على (٢٠٧) مسألة ، بين فقهية وعقائدية ، وهي شرح ونقد وتسديد لفقه جدّه «الحسن الأطرش» صاحب الديلم
__________________
(١) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام / ٣١٢.
(٢) الذريعة لآغابزرك ١٠ : ٢٦.
(٣) أدب المرتضى / ١٣٧.