الخطاب ، الأمر والنهي ، العموم والخصوص ، المجمل والمبيّن ، النسخ ، الاجماع ، القياس ، الاجتهاد والتقليد ، الحظر والاباحة ، النافي ، الاستصحاب.
ترجع أهمية هذا السفر الجليل الى أمرين :
الأول : كون المؤلف حاول الفصل في مباحثه بين ما هو من أصول الفقه ، وبين ما هو من أصول العقائد ، وقد كان أصول الفقه من قبل ذلك مزيجا من الطرفين ، كما أشار الى ذلك في أوّل الكتاب.
وطريقة بحث السيد في هذا الكتاب ان يذكر :
١ ـ آراء علماء السنة في كلّ مسألة ، ويذكر أدلتهم تفصيلا.
٢ ـ ثمّ يحاول مناقشة تلك الأدلة ونقدها.
٣ ـ ثمّ بعد ذلك يبرهن على ما هو مختاره في تلك المسألة مع تحقيق كاف وواف.
٤ ـ كما انّه يوافق أحيانا نظر علماء السنة ويؤيد أدلتهم في المسألة ، وقد يذكر اضافة الى ما ذكروه أدلة أخرى تأييدا لما يختار.
الثاني : انّه أوّل كتاب في أصول الفقه للامامية ، فقد كانت لهم قبل ذلك رسائل متفرقة تعتمد في مصادرها على أصول فقه السنة ، فهو بهذا يؤرّخ مرحلة استقلال الامامية في اصول الفقه.
ولا تزال آراء السيد الأصولية محل دراسة في مدارس الشيعة وحوزاتهم حتى اليوم.
دور السيد في التقدّم الفكري الشيعي :
وقد بدأت عملية الاجتهاد ـ بمعنى النظر الشخصي في الأدلة ـ في الثنايا الأولى للقرن الرابع الأولى على يد «العماني» و «ابن الجنيد» .... مع قيام الطبقة الرواية المحدثة كمحمد بن بابويه القمّي.
وكان عزيزا على المحدثين من الامامية أن يقوم هؤلاء بجرد أخبار آل البيت ، ويفحصها فحصا علميا ، ولكن «المرتضى» أعلن منهجه في البحث ... ورأيه في ذلك الركام الخليط ، وانبرى الى نفي كلّ ما علّق بأخبار الامامية : من الغلو ، والجبر ، والتجسيم ، والتشبيه ، والى تحديد الفرق بين الطائفة الشيعية الامامية ، والطوائف