(إِذا تُمْنى) (٤٦) تصب في الرحم (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ) بالمد والقصر (الْأُخْرى) (٤٧) الخلقة الأخرى للبعث بعد الخلقة الأولى (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى) الناس بالكفاية بالأموال (وَأَقْنى) (٤٨) أعطى المال المتخذ قنية (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) (٤٩) هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى) (٥٠) وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همز هي قوم هود ، والأخرى قوم صالح (وَثَمُودَ) بالصرف اسم للأب ، وبلا صرف للقبيلة ، وهو معطوف على عادا (فَما أَبْقى) (٥١) منهم أحدا (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ) أي قبل عاد وثمود أهلكناهم (إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) (٥٢) من عاد وثمود ، لطول لبث نوح فيهم ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه (وَالْمُؤْتَفِكَةَ) وهي قرى قوم لوط (أَهْوى) (٥٣) أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الأرض ، يأمره جبريل بذلك (فَغَشَّاها) من الحجارة بعد ذلك (ما غَشَّى) (٥٤) أبهم تهويلا وفي هود (جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ
____________________________________
للغير مدخلا لم يؤكده بضمير الفصل. قوله : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) أي بحكم الوعد الكائن في قوله : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) إذ لا يجب عليه تعالى فعل شيء ولا تركه. قوله : (بالمد والقصر) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (أعطى المال المتخذ قنية) أي الذي يدوم عند صاحبه.
قوله : (رَبُّ الشِّعْرى) اعلم أن الشعرى في لسان العرب كوكبان : أحدهما الشعرى العبور ، وتسمى الشعرى اليمانية تطلع بعد الجوزاء في شدة الحر ، كانت تعبدها خزاعة من العرب ، وأول من سن عبادتها رجل من ساداتهم يقال له أبو كبشة ، وهي المرادة في الآية ، والثاني الشعرى الغميصاء ، بضم الغين وفتح الميم من الغمص بفتحتين وهو سيلان دمع العين. قوله : (بإدغام التنوين) أي بعد قلبه لاما. وقوله : (في اللام) أي لام التعريف ، وقوله : (وضمها) أي بنقل حركة همزة أولى إليها ، وقوله : (بلا همز) أي للواو التي بعد اللام المدغم فيها التنوين ، وبقي قراءة ثالثة سبعية أيضا ، وهي هذه القراءة بعينها ، إلا أن الواو المذكورة تقلب همزة ساكنة. قوله : (هي قوم هود) أي وسميت أولى ، لتقدمها في الزمان على عاد الثانية التي هي قوم صالح وهم ثمود ، فأهلكت الأولى بالريح الصرصر ، والثانية بصيحة جبريل ؛ وتسمى كل من القبلتين عادا ، لأن جدهم واحد ، وهو عاد بن ارم بن سام بن نوح عليهالسلام. قوله : (وهو معطوف على عادا) أي ويصح نصبه بفعل محذوف تقديره وأهلك ثمودا ، وليس منصوبا بأبقى ، لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها. قوله : (أهلكناهم) صوابه أهلكهم ، وأشار بذلك إلى أن قوله : (وَقَوْمَ نُوحٍ) منصوب بفعل محذوف ويصح عطفه على ما قبله.
قوله : (إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) الضمير عائد على قوم نوح خاصة ، وعليه مشى المفسر ، وبصح عوده على الفرق الثلاث. والمعنى : أظلم وأطغى من غيرهم. قوله : (يؤذونه ويضربونه) أي حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. قوله : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ) منصوب بأهوى ، قدم رعاية للفاصلة. ومعنى المؤتفكة المنقلبة ، لأن الائتفاك الانقلاب. قوله : (مقلوبة) حال من ضمير (أسقطها). قوله : (فَغَشَّاها) ألبسها وكساها ، والفاعل ضمير عائد على الله تعالى ، وقوله : (ما غَشَّى)