بسم الله الرحمن الرحيم
سورة القمر
مكيّة
وآياتها خمس وخمسون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) قربت القيامة (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (١) انفلق فلقتين على أبي قبيس وقعيقعان آية له صلىاللهعليهوسلم ، وقد سئلها فقال : اشهدوا ، رواه الشيخان (وَإِنْ يَرَوْا) أي كفار قريش (آيَةً) معجزة له صلىاللهعليهوسلم (يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا) هذا (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (٢) قوي من
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة القمر مكية
إلا (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) الآية. وهي خمس وخمسون آية
جميع فواصل آياتها على الراء الساكنة. قوله : (الْآيَةَ) أي وآخرها (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) قوله : (وقربت القيامة) أشار بذلك إلى أن الفعل المزيد بمعنى المجرد ، وإنما أتى بالمزيد مبالغة ، لأن زيادة البناء ، تدل على زيادة المعنى ، والمراد بالقيام خروج الناس من القبور ، وله أسماء كثيرة : الحاقة ، والواقعة ، ويوم الدين ، ويوم الجزاء ، وغير ذلك. قوله : (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) اعلم أنه يسمى قمرا بعد ثلاث من الشهر ، وقبلها هلالا إلى أربع عشرة ، وليلتها يسمى بدرا. قوله : (فلقتين) تثنية فلقة بالكسر كقطعة وزنا ومعنى ، والانشقاق كان قبل الهجرة بخمس سنين ، وهل كان ليلة أربع عشرة من الشهر أو لا؟ لم يثبت ، وأما قول البوصيري :
شق عن صدره وشق له البد |
|
ر ومن شرط كل شرط جزاء |
فإن كان عن نقل صحيح فهو مقبول لأنه حجة ، وإلا فتسميته بدرا مجاز ، وما ذكره المفسر من أنه انفلق بالفعل هو المشهور ، وقيل : المعنى سينشق القمر إذا قامت القيامة ، لأن السماء تنشق حينئذ بما فيها ، وقيل : إن المعنى ظهر الأمر واتضح. قوله : (وقعيقعان) هو جبل مقابل أبي قبيس. قوله : (وقد سئلها) الجملة حالية ، والمسؤول إما مطلق آية ، أو خصوص انشقاق القمر ، روايتان. قوله : (فقال اشهدوا) أي بأني رسول الله ، ولست بساحر كما تزعمون. قوله : (يُعْرِضُوا) أي عن الإيمان بها. قوله : (هذا) (سِحْرٌ) اشار بذلك إلى أن (سِحْرٌ) خبر لمحذوف. قوله : (قوي أو دائم) هذان قولان من أربعة